ولم يكن بد من أن أذعن له، وأنزل على حكمه وأطوف معه في بعض أحياء القاهرة نزور هذا لماما ونزور ذاك فنطيل عنده الإقامة، وهو في أثناء هذه الزيارات وفي أثناء الطريق التي كنا نقطعها من بيت إلى بيت، مندفع في مزاح لا ينقطع بصوت مرتفع كثيرا ما كان يلفت إلينا الناس، وكثيرا ما كان يحملني على أن ألح عليه في أن يخفض منه بعض الشيء وعلى أن أقسم له أني لست أصم وأني أسمع همسه فضلا عن حديثه المعتدل. وأن أحتج له على أن الناس ليسوا في حاجة ولسنا نحن في حاجة إلى أن يشاركونا فيما نأخذ فيه من عبث وجد، وكثيرا ما اضطر أصدقاؤنا الذين زرناهم إلى أن يظهروا الضيق بصوته المرتفع الذي لا يخفي شيئا، ولا سيما هذا المزاح الغليظ المسرف في الحرية الذي يرتفع به صوته حتى يخشى أصحاب الدور أن يبلغ النوافذ وأن ينتهي إلى آذان لا ينبغي أن ينتهي إليها.
ومهما يكن من شيء فقد كانت صحبتي له هذا المساء لذيذة حقا متعبة حقا، كانت لذيذة لهذه الفنون المختلفة التي كان يطرقها في أحاديثه المتصلة، ينتقل من بعضها إلى بعض في غير تمهيد، ولا تنبيه، ولا مناسبة، وإنما هو الاستطراد كما يفهمه هو لا كما تفهمه أنت، ولا كما أفهمه أنا، معتمدا على هذه المناسبات الظاهرة التي تدعو إلى الشرح والتفسير، وتبيح الانتقال من موضوع إلى موضوع، وإنما هي مناسبات خفية كان يجدها هو ولم نكن نجدها نحن. فكان استطراده من موضوع إلى موضوع، أشبه شيء بالوثوب والقفز من شاطئ القناة إلى شاطئها الآخر دون اصطناع جسر أو شيء يشبه الجسر، وكنا نجد في استطراده هذا ما يلهي ويضحك ويعجب، وكنا نقدر دائما أنه إذا وثب من موضوع إلى موضوع أو قفز من حديث إلى حديث، فلن يعود إلى الموضوع الذي وثب منه ولا إلى الحديث الذي تجاوزه، ولكنه كان يقهرنا فلا ينسيه موضوع موضوعا ولا يشغله حديث عن حديث، ومن أجل هذا استحالت اللذة التي كنا نجدها في الاستماع له إلى تعب مضن للعقل، منهك للقوى، ويكفي أن تتصور رجلا يسير بك أو يعدو بك في طريق ثم لا يلبث أن يعدل بك إلى طريق أخرى ثم لا يلبث أن يردك إلى الطريق الأولى فيعدل بك إلى طريق ثالثة، وهو يمضي في ذلك جاهدا متصل الجهد، لا يريح ولا يستريح. فأنت واجد في هذا لذة، وأنت مستقبله بالنشاط والمرح، ولكنك لا تلبث أن يدركك الإعياء والسأم وأنت تتمنى على صاحبك أن يعفيك من هذا الاضطراب أو يمضي بك على صراط مستقيم.
وكم تمنينا وكم ألححنا في التمني، لكن عقل صاحبي كان قد ركب على هذا النحو، فلم يكن يستطيع أن يمضي في تفكير أو روية أو حديث دون أن ينحرف يمينا أو شمالا ثم يعود إلى طريقه الأولى ليعود إلى الانحراف عنها، ومن يدري! لعل الحياة الواقعة ولعل الحقائق أو الأمور المعقولة التي تعمل فيها عقول الناس لا تستقيم ولا تسمح بأن يستقيم التفكير فيها، وإنما هي تنحرف وتعوج وتلتوي وتكره العقول على أن تسايرها في الانحراف والاعوجاج والالتواء، ولعل عقولنا نحن أوساط الناس يسيرة ساذجة ليست تامة التكوين ولا كاملة الأداة، فهي ترى الأشياء سهلة ميسرة، وتسلك في التفكير طرقا معتدلة مستقيمة وتتعب من الانحراف والالتواء، أي من التفكير الصحيح. ومهما يكن من شيء فقد كان هذا الاستطراد المتعب لازمة من لوازم صاحبي إذا فكر أو كتب أو تحدث، فإذا أضفت إلى هذا صوته الذي لم يكن يعرف الخفوت ولا يحب الهمس، وإذا أضفت إلى هذا أنه صمم في هذا المساء على ألا نركب عربة ولا نتخذ تراما ولا نستعين بأداة من أدوات الانتقال مهما تبعد بنا الطريق؛ لأنه قد أزمع أن نجن في هذا المساء، وكان الجنون عنده أن نهيم في الأرض حتى إذا أجهدنا المشي، استرحنا لحظة ثم استأنفنا الهيام حتى ينتهي بنا الإعياء إلى أقصاه، أقول إذا لاحظت هذا كله، وأضفت بعضه إلى بعض لم تشك في أني كنت متعبا مكدودا حين بلغنا منزله في أعلى الربوة مما يلي القلعة وقد تقدم الليل، وليس من جدال في أني لو ملكت يدي ونفسي - كما يقول الفرزدق - لتخلفت عن مرافقته، ولتركته في بعض الطريق، ولكنه قد احتاط لذلك عامدا أو غير عامد، فأبى علي أن أصطحب غلامي الأسود الصغير، وقال: ارفق به ودعه يسترح، ولعل أخاك أن يحتاج إليه، وما دمت ستنفق الليل معي، وما دمت سأردك إلى بيتك مع الضحى فلسنا في حاجة إلى رقيب يسمع ما نقول، أو يحصي ما نهذي به، وقد لا نكون في حاجة إلى أن نسمع غطيطه حين يطول عليه حديثنا، ويثقل عليه سهرنا فيأخذه نومه العميق، ويهوي به عن كرسيه إلى الأرض كما كان ذلك ليلة كنا نطيل الحوار في بعض قضايا المنطق التي كنت تراها واضحة كل الوضوح، وكنت أراها أنا غامضة كل الغموض.
واستطاع على هذا النحو أن يخرجني من غير خادمي، وأن يتحكم في أذني وفي رأسي وفي رجلي كما أراد، حتى إذا انتهى بي إلى داره نحو منتصف الليل كنت محطما أو كالمحطم، وكنت لا أتمنى إلا مجلسا أستريح إليه من هذا العناء، وكنت واثقا أني لن أبلغ غرفته الحرام ولن أجلس على ذلك المجلس من الخشب تغطيه الوسائد، حتى أنثني على أحد جنبي وأستسلم للنوم.
ولكنه لم يمكني حتى من هذا، فما كاد بابه يفتح لنا، وما كادت خادمته تهدينا بمصباحها الضئيل إلى غرفته الحرام حتى أقبلت بما عندها، وليتها لم تفعل، فقد أقبلت بإبريق الشاي ومن حوله قطع من فطير الريف، وأقبل هو على الشاي يصبه في الأكواب وهو يقول في صوت ماكر: هذا هو الشاي الذي تعتمدون عليه في إنفاق الليالي البيض حين يطلب إليكم الدرس ألا تناموا والدرس يا سيدي يطلب إلينا في هذه الليلة ألا ننام، فاشرب من هذا الشاي واستعن عليه بهذا الفطير حتى إذا أخذت من الراحة والغذاء والري بنصيب أخذنا في درسنا المعضل العويص.
وقد كنت متعبا مكدودا ولكني جائعا ظمآن أيضا، فلم أجد قدرة على الامتناع عن أخذ ما كان يقدم إلي من طعامه الثقيل، وشرابه الذائد للنوم، وأقبل هو على ما حملت الفتاة، فأصاب منه في غير رفق ولا اقتصاد، حتى إذا أحس أن معدته قد استقرت في جوفه، وأن أعصابه قد تنبهت بعد الخمود، أخذ في حديثه الذي كان يقدم بين يديه بهذه المقدمات الطوال الثقال التي كانت تلتوي بنا وتحملنا ألوان العناء منذ العصر. وكان انتهاؤه إلى الأخذ في هذا الحديث بعد الجهد الذي لقينا، والمشقة التي احتملنا ساعات متصلة، أشبه شيء بخلاص الأم بعد أن ثقل عليها الوضع، وابتلاها بالآلام المضنية المنهكة. وكان صوته وهو يأخذ في هذا الحديث هادئا يحاول الرقة وتجري فيه عذوبة مؤلمة بعض الشيء كأنه صوت المريض وهو يخرج من المرض أو يدخل فيه، قال: أتعلم فيم أرقتك الليلة وكلفتك ما كلفتك من هذه الأهوال التي لم تكن تنتظرها ولا تحب أن تلقاها؟ قلت: لا، وإني لأنتظر أن أعلم ذلك منذ عزمت علي في الخروج معك، ولو أنك استمعت لي وأردت بي الراحة، لألقيت إلي حديثك منذ خرجنا ولأرحت نفسك وأرحتني من هذا العناء الطويل. قال: لم يكن ذلك يستقيم يا سيدي فلكل شيء موعده وإبانه، وهذا الحديث لا يصلح له إلا الليل إذا تقدم وتجاوز نصفه وغمر كل شيء بهدوئه العميق، على أن جهدك لن يذهب عبثا، فإني أعرفك تحب المسائل المعضلة، وتجد في حل المشكلات لذة، فإليك مسألة معضلة فواجهها كما تعودت أن تواجه مسائل المنطق والفلسفة والأصول. أيهما أهون أن يحتمل: الظلم أم الكذب؟ ولست أخفي عليك أيها القارئ أني وجمت حين سمعت هذه المسألة، ولم أستطع أن أسرع إلى الإجابة عنها. وظن هو أني أفكر فأمهلني لحظة ثم سألني عن رأيي فقلت: لا أدري لأني لا أفهم معنى للسؤال، فالظلم قبيح، والكذب قبيح، والخير للرجل الكريم الفاضل أن يتجنبهما معا.
قال: فإن لم يكن له بد من إحداهما قلت: دعني من الأمور العامة، وألق إلي حديثك في صراحة ووضوح فعلي أفهم عنك ولعلي أستطيع أن أرد عليك، قال في ضحك هادئ: يظهر أنك فاتر عن الفلسفة منذ الليلة، فلنواجه مشكلتنا من طريق غير طريق الفلسفة، ولأنبئك قبل كل شيء بأني إنما أرقت وأرقتك معي هذه الليلة لأني سأصبح بطلا قبل أن ينتصف نهار الغد، وأنا لا أريد أن أنتظر البطولة نائما ولا غافلا، وإنما أريد أن أنتظرها يقظان، وأن آخذ لها أهبتها وأستعد لها كما يستعد الناس لعظام الأمور، وأنا أعلم أنك ضيق بي وبهذا الكلام الذي لا ينقضي والذي لا يفصح عن معناه، ولكني أقسم لك جاهدا إني لا أمزح ولا أهذي ولا أريد العبث، وإنما أسوق إليك حديثا كله حق وصدق وصواب، فلن ينتصف نهار الغد حتى أكون قد بدأت بطولتي وأقدمت على عمل ذي بال، ولست أزعم أني سأكون قد بدأت بطلا من طراز الإسكندر أو قيصر، ولكني سأكون بطلا على كل حال، سأكون بطلا لقصة من القصص لتكن تمثيلا أو لتكن قصصا مرسلا، ولكني سأكتب الصفحة الأولى منها قبل أن ينتصف النهار غدا.
وكان يمضي في حديثه هذا مستأنيا مستثنيا حتى أخذت أسأل نفسي أمجنون هو، ولكنه أسرع فردني إلى شيء من الاطمئنان، قال: أتعرف أن نظام الجامعة يقضي على أعضائها ألا يتزوجوا حتى يعودوا من أوربا؟ قلت: نعم، قال: ألم يخطر لك أن هذه القاعدة قد تؤذيني وتضطرني إلى بعض الحرج؟ قلت: وما أنت وهذه القاعدة، قال: فأنت تجهل إذا أنني زوج، وهنا ظهر علي دهش صادق لأني كنت أجهل أن لصاحبي زوجا، وما كان يخطر لي أن امرأة تستطيع أن تحتمل الحياة معه مهما يكن حظها من الصبر والحلم ومن العفو والقدرة على الاحتمال، وما كنت أستطيع أن أتصوره إلا رجلا مضطرب الحياة ظاهر اضطراب التفكير، ولكن قوة عقله وسعة علمه وذكاء قلبه هي التي تضطره إلى هذا الاضطراب، وتظهره في هذا الاختلاط، وكنت أرى أنه يقضي نهاره كما رأيته يقضيه يعمل في ديوانه قليلا ويلغو مع الناس كثيرا، ويحيا حياة خفيفة قوية متصلة قيمة الإنتاج وينفق الليل بين القراءة والنوم.
فلما رأى ما ظهر علي من الدهش والإنكار أغرق في الضحك. وقال: لقد كنت تظنني طالبا مثلك أحيا حياة الطلاب، ولكنك تعلم أني موظف وأن لي بيتا كبيرا وأني من أسرة غنية من أسر الريف، فكيف لم يخطر لك أني لم أكن أستطيع أن أستكمل ما ينبغي لمثلي من الحياة إلا إذا اتخذت لي زوجا، مهما يكن من شيء يا سيدي فأنا متزوج وقد ظفرت بالنجاح في امتحان الجامعة ولا بد من أن أمضي العقد إذا كان النهار، ومن أصول هذا العقد ألا أكون متزوجا، وألا أتزوج حتى أعود، فأنا إذا مضطر إلى إحدى اثنتين، إما أن أكذب على الجامعة وأتورط في التزوير وأتعرض لما يقتضيه الكذب والتزوير من الشر إن ظهر أمرهما، وإما أن أظلم امرأتي فأطلقها، فماذا ترى؟ وكيف المخرج من هذه المشكلة؟ وأحب أن تعترف قبل كل شيء بأنها مشكلة معضلة حقا، وبأنها خليقة أن تكلفك ما كلفتك من الجهد، وتحملك ما حملتك من العناء، وتؤرقك مع صديقك ليلة كاملة، قلت: فدعنا من الهزل ومن لغو الحديث واستقبل هذه المشكلة العنيفة بما ينبغي لها من الحزم والعزم ومن الروية والأناة، قال: فإني أنفقت وقتا غير قصير في الروية والأناة، وأنفقت جهدا غير يسير في التماس الحزم والعزم. وقد كاد ينتهي ما أملك من الوقت، وقد انتهى ما كنت أملك من الجهد، ومن أجل هذا دعوتك لأستعين بك على الخروج من هذا الحرج الذي لا أدري كيف يكون الخروج منه، إن من اليسير أن أزعم للجامعة إذا كان الصباح أني أعزب، وأن أرسل امرأتي إلى الريف لتقيم فيه حتى أعود إليها إن أتيحت لي العودة. وما أظن أن هذا الكذب سيظهر، وما أحسب أنه إن ظهر استتبع عواقب ذات خطر، فماذا يعني الجامعة من أمري إن عرفت أني متزوج وأني قد كذبت عليها ما دمت لا أصطحب زوجي إلى حيث يجب أن أفرغ للدرس، وما دمت سأجعل بينها وبيني هذه الآماد البعيدة في البر والبحر. وقد يكون هذا الكذب مرذولا، وقد يكون منافيا لأخلاق الذين يريدون أن يحيوا حياة العلماء، ولكني لن أكذب رغبة في الكذب، ولا تعلقا به، ولا حرصا عليه، ولا إيثارا لغش الجامعة وتضليلها، وإنما أكذب إن كذبت رغبة في العلم، وتهالكا عليه وحرصا على أن أغير حياتي وأجعل لها معنى وقيمة وخطرا وأثرا في منفعة الوطن. والكذب مرذول إلا أن ينتهي إلى نفع وإلى نفع صحيح، وأن يحقق مصلحة ومصلحة قيمة، فماذا ترى؟ أليس هذا الكذب خيرا من الظلم الذي أقدم عليه إن طلقت امرأتي مع أنها لم تأت ذنبا ولم تقترف إثما ولم تدفعني إلى هذه الرحلة بل كرهتها أشد الكره، ولكنها لم تصرفني عنها لأنها تؤمن بأني لا أعزم إلا بعد تفكير صادق، وانتهاء إلى رأي مصيب، وما أظنك أن تقترح علي أن أصدق الجامعة وأظهرها على جلية الأمر، فإني إن فعلت لم يكن لهذا من أثر إلا أن تخيب آمالي كلها، وأن أستيئس من رحلتي، وأطمئن إلى هذه الحياة الخاملة الذابلة التي لا نفع فيها ولا غناء، وأنا أعلم حق العلم أني لا أملك هذه الشجاعة ولا أحتمل هذه الحياة، وأني إن صرفت عن هذه الرحلة بعد أن مدت لي أسبابها وهيئت لي وسائلها ميت من غير شك، ميت بالمعنى الصحيح الواضح لهذه الكلمة، سأقتل نفسي إن ملكني الغضب، وسيقتلني الحزن واليأس إن أتيح لي الصبر والاحتمال، فألغ هذا الفرض إلغاء وامحه محوا فليس لي بد من أن أكذب على الجامعة أو من أن أطلق امرأتي لأكون صادقا، فاختر لي وأشر علي.
قلت وقد أنسيت كل ما كنت أجد من تعب وجهد، وأنسيت الوقت وأنسيت المكان الذي أنا فيه، وشاقني علاج هذه المشكلة حتى ملك علي أمري كله، وحتى أحسست كلفا بالأخذ والرد والحوار ما أحسسته قط في درس من دروس العلم، وقد لا يحسه شباب هذا الجيل الذي تعود الاستماع لمثل هذه المحاورات، والاطلاع على مثل هذه المشكلات بعد أن اتسعت حياتنا وبعدت آفاقنا العقلية واشتد اتصالنا بالحضارة الغربية وقرأنا من أدبها وفلسفتها الشيء الكثير، قلت: فإني لا أرى لك الظلم بحال من الأحوال ولا أفهم أن تحمل امرأتك ذنبا لم تجنه ولا أن تحمل نفسك هذا الإثم الثقيل، ومع ذلك فإني لا أرضى لك الكذب ولا أعينك عليه ولا آمن عليك شره وآثاره السيئة. قال متضاحكا: فأنت إذا ترضى لي أن أموت، قلت: بل أرضى لك أن تكون رجلا وأن تؤمن بما تلح في الدعوة إلى الإيمان به، من أن ظروف الحياة أقوى من إرادة الإنسان ومن أن المثل القديم لم يعد الحق حين قال: «لا بد مما ليس منه بد.» ومن يدري، لعلك تستطيع أن تصور للجامعة أمرك كما هو وأن تحملها على أن ترضى منك هذا الزواج الذي لن يكون له في حياتك الدراسية أثر كما قلت آنفا، قال: فإنك تعلم حق العلم أن الجامعة لن تغير نظامها من أجلي، وأني لم أنجح وحدي في الامتحان، وأن من ورائي اثنين يودان لو تقطعت بي الأسباب عن هذه الرحلة ليفوز بها أحدهما من دوني، فأنا إن صدقت الجامعة، مضح برحلتي من غير شك، وإذا حيل بيني وبين هذه الرحلة فقد حيل بيني وبين الحياة واتصلت بي أسباب الموت فليس إلى هذا الصدق من سبيل.
Неизвестная страница