69

أدب الموعظة

أدب الموعظة

Издатель

مؤسسة الحرمين الخيرية

Номер издания

الأولى ١٤٢٤هـ

Жанры

وضاعت الغاية المنشودة. ومما يحسن في الخاتمة أن يشتمل على جمال العبارة، وإصابة الغرض، وان تتضمن إيجازا لما ألقي، وأن تكون محركة للعاطفة. ٢٩ـ التنويع في أساليب الخطاب: فمما يحسن بالواعظ أن يأخذ بهذه الطريقة، فأحيانا يأتي بكلامه بصورة الاستفهام، وأخرى بصورة التقرير، وثالثة في صورة الطلب، ورابعة بإشارة، وخامسة بنداء، وهكذا ... ويحسن به - أيضا - أن يغير ولو قليلا - من نبرة صوته؛ ليكون ذلك مدعاة لتنشيط السامعين، وإيقاظ الغافلين١. وسيأتي مزيد بيان لهذه الفقرة فيما بعد. ٣٠ـ الترسل في الكلام وإلقاؤه مفصلا دون إبطاء أو تعجيل: فيحسن بالواعظ أن يكون مترسلا في كلامه، متمهلا في إلقائه، وأن تكون موعظته متمايزة الحروف، مفصلة الكلمات؛ فمن متممات الفصاحة ألا يعجل الرجل بالكلام، بل يلقي الكلمات مفصلة حتى تقع في الذهن كأنها عقد جيد أحكم تنسيقه. ويحسن بالواعظ - أيضا - ألا يبطئ في كلامه إبطاءا يخرجه عن طوره، ويجلب السآمة للسامعين؛ فالترسل والتمهل دون إبطاء أو تعجيل هو هدي النبي ﷺ في كلامه، ومواعظه. قالت أم المؤمنين عائشة ﵂: كان النبي ﷺ يحدث حديثا لو عدّه العادّ لأحصاه٢.

١ انظر: الخطابة، ص٦٦. ٢ أخرجه البخاري "٣٥٦٧"، ومسلم "٢٤٩٣".

1 / 71