45

أدب الموعظة

أدب الموعظة

Издатель

مؤسسة الحرمين الخيرية

Номер издания

الأولى ١٤٢٤هـ

Жанры

ولقد كانت سيرته ﵊ متمثلا هذا الخلق فقد كان يأمر به ويبين فضله. قال ﷺ: "إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على غيره" ١. وقال ﵊: "إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه" ٢. ولما بعث أبا موسى الأشعري ومعاذا إلى اليمن قال لهما: "يسرا ولا تعسرا، وبشرا ولا تنفرا، وتطاوعا ولا تختلفا" ٣. قال الإمام أحمد ﵀: "يأمر بالرفق والخضوع، فإن أسمعوه ما يكره لا يغضب؛ فيكون يريد ينتصر لنفسه"٤. ولقد أحسن من قال: لو سار ألف مدجج في حاجة ... لم يقضها إلا الذي يترفق٥ وكان يقال: "من لانت كلمته وجبت محبته"٦. فالرفق ولين الخطاب هو المتعين حال الموعظة، وهو الأليق بحال الواعظ؛

١ رواه مسلم٢٥٩٣. ٢ رواه مسلم ٢٥٩٤. ٣ رواه البخاري ٦١٢٤، ومسلم١٧٣٣. ٤ جامع العلوم والحكم ٢/٤٥٦. ٥ روضة العقلاء، ص٢١٦. ٦ البيان والتبيين للجاحظ٢/١٧٤.

1 / 47