أدب الموعظة
أدب الموعظة
Издатель
مؤسسة الحرمين الخيرية
Номер издания
الأولى ١٤٢٤هـ
Жанры
يسلم؛ فكيف توجد السلامة لمن يدار؟!."١
وإذا كان الأمر كذلك فإن على دعاة الإصلاح أن يراعوا هذا الجانب، وأن يحرصوا على تربية الناس على خلق المداراة؛ حبة تكون بلاد المسلمين منابت نشئ يميزون المداهنة من المداراة؛ فيخاطبون الناس في رقة وأدب، وشجاعة، ويحترمون من لا يلوث أسماعهم بالملق، ولا يكتمهم الحقائق متى اتسع المقام؛ لأن يحدثهم بصراحة.٢
هذا وسيأتي مزيد بيان وأمثلة لهذه المسألة في فقرات آتية.
٧- أخذ الأهبة والاستعداد خصوصا إذا كان الواعظ في بداياته:
فعليه أن يعد للكلمة جيدا، وأن يتدرب على إلقائها، ويحسن به أن يلقيها في أماكن بعيدة عن حواضر العلم، أو في المساجد التي لا يوجد فيها أهل العلم والفضل؛ حتى لا يرتج عليه، أو تقيده حبسه.
فإذا ألقى موعظته في هجرة، أو بادية، أو قرية يغلب على أهلها الجهل- كان ذلك أدعى لاسترساله في موعظته، وتدربه على الانطلاق.
ويحسن بالمربين أن يدربوا من تحت أيديهم على هذه الخصلة الشريفة، وأن يتعاهدوهم بالنصح، والتهذيب، والتوجيه؛ حتى يكونوا مشاعل هدى، مصابيح دجى.
١ - روضة العقلاء لا بن حبان٧١-٧٢. ٢ - انظر تفاصيل الحديث عن المداراة والمداهنة في روضة العقلاء ص٧٠-٧١، وفتح الباري لابن حجر١٠/٥٤٤-٥٤٥، وعين الأدب والسياسة ص ١٢٥-١٥٧، والدعوة الإصلاح ص ٥٠-٥٢ و٧٤ ورسائل الإصلاح ١/٣١-١٣٨ة ٢/١٠٠، وسوء الخلق مظاهر-أسبابه- علاجه للكاتب ص ١٥٢-١٦٦.
1 / 30