عدالة الصحابة رضى الله عنهم ودفع الشبهات
عدالة الصحابة رضى الله عنهم ودفع الشبهات
Жанры
وصدق شمس الأئمة السرخسى: " الشريعة إنما بلغتنا بنقلهم فمن طعن فيهم فهو ملحد، منابذ للإسلام، دواؤه السيف إن لم يتب " (١) .
وتكفير ساب الصحابة اختلف فيه الفقهاء فيما يلى:
١- ذهب إلى تكفيرهم فريق من أهل العلم من الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة، والظاهرية. (٢) .
٢- وذهب فريق آخر من أهل العلم إلى أن ساب الصحابة لا يكفر بسبهم، بل يفسق ويضلل، ولا يعاقب بالقتل، بل يكتفى بتأديبه، وتعزيره تعزيرًا شديدًا حتى يرجع؛ وإن لم يرجع تكرر عليه العقوبة حتى يظهر التوبة. (٣) .
٣- قال الملا على القارئ: " وإذا كان لكل فريق أدلته على ما ذهب إليه؛ فالقول الذى تطمئن إليه النفس؛ ويرتاح إليه القلب، أن من أبغضهم جميعًا أو أكثرهم أو سبهم سبًا يقدح فى دينهم، وعدالتهم، فإنه يكفر بهذا، لأن هذا يؤدى إلى إبطال الشريعة بكاملها لأنهم هم الناقلون لها، أما من سب أحدًا من الصحابة فهو فاسق، ومبتدع بالإجماع، إلا إذا اعتقد إنه مباح أو يترتب عليه ثواب كما عليه بعض الشيعة أو اعتقد كفر الصحابة فإنه كافر بالإجماع " (٤) .
(١) أصول السرخسى ٢/١٣٢.
(٢) ينظر: الشرح والإبانة لابن بطة ص١٦٢، والنهى عن سب الأصحاب وما فيه من الإثم
والعقاب ص ٢٣، وفتاوى السبكى ٢/٥٨٠، والصارم المسلول على شاتم الرسول ص ٥٧٠،
والإحكام فى أصول الأحكام لابن حزم ١/١٤٩، وأصول السرخسى ٢/١٣٢ وما بعدها.
(٣) عزاه القاضى عياض إلى بعض أهل العلم. ينظر: الشفا ٢/٥٤ وما بعدها.
(٤) ينظر: مجموعة رسائل ابن عابدين كتاب تنبيه الولاة والحكام ١/٣٦٧.
1 / 120