118

عدالة الصحابة رضى الله عنهم ودفع الشبهات

عدالة الصحابة رضى الله عنهم ودفع الشبهات

Жанры

المبحث الثامن: حكم الطاعن فى عدالة الصحابة ﵃
عرفت فيما سبق أن الصحابة ﵃، هم وسيلتنا وشهودنا على شريعتنا الغراء، فعنهم قبل غيرهم تلقت الأمة كتاب الله ﷿، وسنة رسوله ﷺ، وهذا يعنى أن الطعن في عدالتهم، وتجريحهم، يزلزل بناء الإسلام، ويقوض دعائم الشريعة، ويشكك فى صحة القرآن، ويضيع الثقة بسنة سيد الأنام ﷺ! .
ومن هنا جاءت أقوال أهل السنة والجماعة، صريحة فى بيان حكم من ينتقصهم،
وأن أمثال هؤلاء لهم خبيئة سوء، ومتهمين فى دينهم، وإليك نماذج من أقوالهم:
قال الإمام أحمد بن حنبل ﵁ لما سئل عن رجل تنقص معاوية، وعمرو بن العاص أيقال له رافضى؟ فقال: " إنه لم يجترئ عليهما إلا وله خبيئة سوء، ما انتقص أحدٌ أحدًا من الصحابة إلا وله داخلة سوء". وفى رواية أخرى قال: " إذا رأيت رجلًا يذكر أحدًا من الصحابة بسوء فاتهمه على الإسلام " (١) .
ويُسئل الإمام النسائى عن معاوية بن أبى سفيان ﵄ فيقول: " إنما الإسلام كدار لها باب، فباب الإسلام الصحابة، فمن آذى الصحابة إنما أراد الإسلام، كمن نقر الباب - أى نقبه - إنما يريد دخول الدار، قال: فمن أراد معاوية فإنما أراد الصحابة (٢) .

(١) البداية والنهاية ٨/١٤٢.
(٢) تهذيب الكمال للحافظ للمزى ١/٣٣٩ ترجمة الإمام النسائى.

1 / 118