56

Адаб Ва Хаят

الأدب والحياة

Жанры

WOMEN’S LIBERATION

في الستينيات من هذا القرن وكانت الزعيمة الأولى لها في إنجلترا «جرمين جربر» ذات رسالة أضرت بالحركة؛ لأنها ركزت فيها على التحرر الجسدي ولم تركز على التحرر النفسي، فظلت المرأة خاضعة نفسيا لكل النظم الاجتماعية والتراث الفكري الذي صنعه الرجل، أما اليوم فإن نصرة المرأة أو الانتصار للمرأة

FEMINISM

مفهوم جديد قائم على محاولة إعادة تقييم هذه النظم وهذا التراث، ويمكن أن تكون نقطة البدء هي اللغة والأدب.

إن اللغة تفرق بداية - كما تقول «سبيفاك» بين ضمير المذكر وضمير المؤنث في الإنجليزية. وتفرق بين الآنسة والسيدة - (في أمريكا لا يستخدمون هذه التفرقة الأخيرة بين مس ومسز، وإنما يستخدمون اختصارا جديدا لكلمة غير موجودة هي مز ، ولا مقابل لها في العربية إذ قد تعني الآنسة أو السيدة). وكذلك يفرق الأدباء بين المرأة والرجل في رواياتهم، بل إن الكاتبات أيضا يفرقن بين الرجل والمرأة، وذلك بالتأكيد على خصائص لكل منهما تجعل الطفل منذ البداية يتأثر بأفكار مسبقة ومنحازة دون أن تدري إلى الرجل. ولذلك فلا بد من المراجعة الشاملة لكل النصوص الأدبية التي هي حصاد تراث اجتماعي بائد. والتي لا تزال تحظى بالمكان الأول في مناهج الدراسة الأدبية، حتى يتبين الطالب فيها فداحة التزييف الذي ارتكبه الكتاب رجالا ونساء عبر العصور - أي تزييف صورة المرأة الحقيقية عن طريق ربطها بالأوضاع الاجتماعية البائدة.

هذه هي خلاصة الحجة (أو القضية أو الرسالة) التي تدعو لها «سبيفاك»، ولا تقل عنها أهمية سائر الحجج التي طرحها أعضاء المؤتمر وشغلت ساعات طويلة من صباح يوم مشرق من أيام شهر يوليو! أما صلب القضية فلم يكن عليه خلاف، وأما تحويل مبدأ نصرة المرأة إلى منهج أدبي فكان عليه خلاف كبير! وأولى نقاط الخلاف محاولة طمس الفروق اللغوية التي تعين القارئ أو المتكلم على إدراك جنس المتحدث.

فنحن لن نستطيع أن نتخلص في أي لغة من ضمائر التأنيث والتذكير، وقد سئلت كاتبة كبيرة هي

(تخصصت في الروايات البوليسية وهي أحد فروع رواية الجرائم) لماذا لا تسمي نفسها «فيليس» وهو اسمها الحقيقي؛ حتى يعرف الناس أنها امرأة، بدلا من الرمز لاسمها بالباء (وهو أول حرف في

) فأنكرت على الفور أنها كانت تريد إخفاء أنوثتها وأكدت أنها مصادفة. والنقطة الثانية هي الهجوم الذي شنته «سبيفاك» على شكسبير لإصراره على التفرقة بين المرأة والرجل، ولإعلائه قيمة الحب وتمجيده إياه باعتباره رابطة تشد الزوجين الذكر والأنثى. وقد اختارت أن تضرب المثل بمسرحية «روميو وجوليت» مؤكدة أنها تنتمي إلى تراث باد وانقضى، وأن تقديمها في نفس القالب القديم دون المنهج النقدي الحديث يؤكد الفروق بين الجنسين.

وبعد المناقشات التي اتسمت بدرجة كبيرة من العنف انفض الحشد لتناول القهوة، فإذا بالفسحة تتحول إلى قاعة مناقشات غير رسمية؛ إذ التقت آراء ثلاثة من أساتذة الأدب في فرنسا وإيطاليا واليونان، وهن من السيدات (والأخيرة والدها مصري ولد في الإسكندرية) على وضع منهج نصرة المرأة في مكانه الصحيح؛ بحيث يمكن التمييز بين الصورة التاريخية للمرأة في دراستنا للأدب العالمي والصورة الحالية لها في الأدب المعاصر، وانضمت إليهن كاتبتان من بولندة وألمانيا الشرقية وقلن بصراحة: نعم لنصرة المرأة باعتبارها امرأة، لا باعتبارها رجلا!

Неизвестная страница