Книга о медицинской этике
كتاب أدب الطبيب
Жанры
وإن تخلفت الأمعاء عن دفع البراز، لبرد مزاجها، أو لبلغم قد كثر وغلظ فيها، أو ليبس ما صار إليها من الثفل، أو لعظم رياح قد تولدت من نوع الغذاء، فيلزم الطبيب الحيلة لإخراجه بالحقن بالأشياء المسخنة للأمعاء، والمذيبة للبلغم، والطاردة للرياح، والمزلقة أيضا، كالخطمية المضروبة فى ماء العسل والزيت، وكماء قد طبخ فيه كمون وخطمية، أو حلبة وكمون، وخلط مع ذلك العسل والزيت، وحقن به. وذلك وأمثاله نافع فى حفظ الصحة، وتنقية الأمعاء، والرياضة، وتعديل الأمور الطبيعية كلها. فى ذلك أعظم نفع، ولا ينبغى أن يهمل منها شئ.
وأما الطحال، فهو عضو له منافع كثيرة، أظهرها وأعظمها هى تنقيته، وجذبه لعكر الدم من الكبد، ثم طبخه لما صار إليه، حتى يصير منه المرة السوداء، ثم إنفاذ جزء من هذه المرة السوداء إلى فم المعدة، يسدها بما فيها من القبض، وبما فى هذه المرة من الحمض، تتحرك الشهوة للطعام.
ثم يعين الطحال على امتحان المعدة للطبخ، باحتوائه على جرمها، كما يحتوى الكبد من ناحية اليمين، وكما يجللها الثوب من قدامها، جميع ذلك لإسخانها. ولهذه المنافع والأفعال من الطحال، يجب الاهتمام بإصلاحه وتنقيته، إذا وجد الطبيب منه تخلفا فى فعله. كما 〈يجب أن〉 يعطى الأشياء التى تجلوه، وتقوى حدته، وتخرج ما فيه، مثل السكنجبين العسلى، والعنصلى، والكبر المعمول بالخل، ونظائر ذلك.
وكذلك يجب على الطبيب النظر فى أمر المرارة، فإنها آلة خلقت لتجذب من الدم ما يعلو على ما طبخه الكبد من الزبد، كالذى يأخذه الطباخ بالمغرفة من الزبد الطافى على الطبيخ، لينظفه منه. ومن ذلك الزبد اللطيف الخفيف يكون المرار الأصفر بطبخ المرارة له. وهى مع ذلك بعد تغذيتها منه، تنفذ منه فى عرقين، إلى أسفل المعدة، وإلى الأمعاء، لتعين المعدة على الهضم بحرارته، وأيضا لتعين البواب على إخراج ما نضج، ولتعين الأمعاء الغلاظ على دفع الرجيع، وتجلوها دائما من البلغم الذى يكثر فيها، لبرد مزاجها. فلذلك يجب العناية بالمرارة، وبتفقد حال ما يتكون فيها، وما هى عليه من قوة الجذب والدفع، بتعديل الأطعمة والأشربة، والحركات، والاستحمام، وبالجملة سائر الأمور الطبيعية.
وكالقول فى المرارة، كذلك القول فى الكلى والمثانة. فإنهما عضوان خلقا، ليجذبا إليهما مائية الدم. فهما بعد أخذهما منه ما يغذوهما، يخرجانه بالبول. فلذلك ينبغى للطبيب أن يفتقد ما يخرج من البول، وينظر من أمر البول فى كميته، أعنى فى كثرته وقلته، وفى كيفياته على اختلاف ضروبها، كألوانه، وقوامه، وسهولة خروجه، وغير ذلك مما هو داخل فى باب الكيفية، وفى أوقات خروجه.
Страница 79