Книга о медицинской этике

Исхак ибн Али ар-Рухави d. 300 AH
140

Книга о медицинской этике

كتاب أدب الطبيب

Жанры

وهكذا ينبغى أن يعلم ما يحدث خطأه فى عرق عرق، وفى أى الأعضاء المجاورة للعرق وقعت الضربة، ليعلم بماذا يصلح ذلك الخطأ، ويتلافاه، وأى المواضع يفصد. ولو ذهبت إلى ذكر ما يحدث من أصناف المضار، عند الخطأ فى جملة العروق المفصودة، ومبلغها خمسة عشر زوجا، وثلاثة مفردة، لطال بذلك الكلام. لكنه شديد الاضطرار إلى أن يعلم لم تفصد هذه الخمسة عشر زوجا، وفى الأمراض، وفى أى المواضع تحدث، إذ كانت هى التى يقع الفصد دائما بأكثرها. ويجب أن نعدها لتكون معروفة عند من قصد لمحنة الفصاد، ليسألهم عن موضع واحد واحد منها، ومبلغ منافعه. ولأن قد تقدم تعديد الشرايين المفصودة التى فى الرأس، وهى من جملة ما يفصد، فلنذكر الآن الباقية، وهى: القيفلان، والباسيليقان، والإبطيان، والأكحلان، والحبلان، والأسيلمان، والماحصان، والصافنان، والنسآن.

فإذ كان ما قد ذكرناه من هذه المسائل كافيا فى هذا الباب، فقد ينبغى أن نتبع ذلك بالوصايا التى ذكرها قدماء الأطباء، ليستوصى بها الفاصد. وينبغى أن يتفقد عليه، وتجعل بعض محنته، فإن التزمها، وثق به، وبعمله، واطرحها، لم يوثق بعمله.

فأولها أن يكون خبرا بمعرفة التشريح، وخاصة تشريح العروق الضوارب، وغير الضوارب، ليعلم من علم التشريح ما حول كل عرق من العظام، والغضاريف، والأعصاب، والأوتار، والعضل. ويجب أن يكون قد درس كتب التشريح، وكتاب الأسطقسات، وكتاب المزاج، وكتاب الفصد، وأشير بذلك إلى كتب جالينوس فيما ذكرته، وأن يكون قد شاهد أسلافه يعانون الفصد، وأن يكون ورعا عن الكسب، إلا فى حقه، وعن النظر إلى ما

لا يجوز له النظر إليه، إلا بمقدار ما يحتاج إليه عمله، وأن يكون حافظا للأسرار، متعاهدا لحديده بالسقى والسن، لا يفصد فى موضع مظلم، ولا موضع ريح، ولا لمملوك، إلا عن رأى مولاه، ولا لغير بالغ، إلا عن إذن والديه، ومتجنبا الأغذية المبخرة بخارا رديئا، والمضعفة لنور البصر، كأكل البصل، والإكثار من شرب الشراب، متفقدا بعض بدنه من فضوله، فى أوقات التنقية. فبهذه الأشياء، وما جانسها، يمتحن الفاصد.

Страница 147