============================================================
وقيل إن أبا عبيدة لم يصادف بحلب أحدا لأن أهلها انتقلوا إلى أنطاكية، وراسلوا فى الصلح، فلماتم ذلك رجعوا إليها" (1) وعلى هذا فإنه يتساوى فى رأنى أن يكون أهلها قد صالحوا قادة الإسلام فى أول الأمر، أو عادوا إلى حلب بعد الصلح ، فإن الأمر فى الحالين يبين أن هذه الأرض قد خضعت لحكم الإسلام، أو أن الإسلام ضمها تحت لواله، ونشر عليها حمايته وهكذا يتضح لنا مما سبق أن "حلب" قد سيطرت عليها أمم كثيرة ختلفة من حيث اللغة والدين والعادات والدم، يتمثاون فى الحيثيين والأشوريين والمصريين والبيز نطيين والفرس والعرب، ولكنها على الرغم من ذلك حافظت على أصولها مع ما اكتسبته من الآمم التى نزلت بها مماجهل لها مناعة خاصة تستطيع ها مواجهة الأحداث (2) لكن الذى يقرأ التاريخ الإسلامى يرى أن "حلب" كانت تضاف دائما إلى لاقنسرين" وتعتبر جزءا من أعمالها، واستمر ذلك حتى آخر الدولة الأموية، ثم حدث أن أحذت "احلب" تزدهر وتنمو و "قنسرين" تزوى وتتضاءل، ثم انقلب الوضع فى أيام الدولة العباسية فأصبحت "قنسرين" تابعة ("حلب" وجزءا من أعماها . (3) وفى أيام قوة الدولة العباسية كانت "حلب" إحدى الولايات الإسلامية التى تدين بالولاء للخليفة العباسى فى بغداد، ولما دب الضعف فى أوصال الدولة العباسية تأرجحت تحلب" فى ولائها ما بين الطولونيين تارة، والاخشيديين تارة ثم الحمدانيين الذين جعلوا منها عاصمة لدولهم (1) وجاء مثل هذا فى تاريخ ابن خلدون كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر /940، وهاية الأرب 165/19 (2) انظر سيف الدولة وعصر الحمدانيين (3) انظر بنية الطلب فى تاريخ حلب لابن العديم 15/1 خطوط بدار الكتب المصرية دقم 9423
Страница 11