أليس في انتصار الإيمان بالمسيحية على الإيمان بالوثنية ما يبرر بقاءه، بل فرحه؟ أليس في هذا الانتصار انتصار للشعب؟
ولكن الأستاذ توفيق الحكيم لم يذكر الشعب هنا، ولو ذكره لتفاءل له، وجعل القصة تنتهي بمهرجان الانتصار، انتصار الحياة، لم يذكر الشعب؛ لأنه ليس اشتراكيا متفائلا.
في هذه المسرحية لم يكن توفيق الحكيم إيجابيا؛ فإن رجاله لم يحلوا مشكلتهم إلا بالاعتكاف والانزواء، ثم الموت؛ أي ذلك الحل السلبي الذي يلجأ إليه العجزة الذين لا يفكرون، ثم هو آثر لهم الموت على الحياة، وكأنه قد صار داعية انتحار بدلا من أن يكون داعية حياة.
والنقد السليم للأدب هو النقد الاجتماعي، أي أن الناقد يسأل: ما هي قيمة هذا العمل الأدبي في المجتمع؟ هل هو يحض على الحياة والصحة والخير، أم يحض على الانتحار والمرض والشر؟
فهل دعا توفيق الحكيم في هذه المسرحية إلى الحياة؟
الجواب: لا، إنه دعا إلى الموت.
قصة
بين الكتمان والبوح
كان الأستاذ «س» يؤلف كتابا، وكان عنوان الفصل الذي كتبه في الصباح «الحب»، وصل إلى نقطة أحس فيها أن قلمه تجمد، وأن السلاسة التي كانت تجري فيها الكلمات قد تعقدت، وعاد يقرأ ما كتب:
يكاد الحب يكون غير طبيعي؛ لأن ما نجد في الطبيعة، في غير الإنسان، إنما هو الاشتهاء الجنسي فقط، أو حب الأم لأطفالها، ولكنها - أي الأم - تنسى هذا الحب عندما يكبر هؤلاء الأطفال.
Неизвестная страница