وأدب الملوك هو أن تلعن دعاة الأفكار الجديدة؛ لأنهم يقلقون الشعب في استقراره، وهو استقرار الفقر والجهل والجوع.
التاريخ القديم، والتقاليد، والعقائد، تؤيد النظام الملوكي، فأيما كاتب يخرج عليها إنما يخرج على العرش، وهو لذلك يجب أن يطارد.
فمن دعا إلى القبعة يعد عدوا.
ومن دعا إلى التيسير في اللغة للوصول إلى العامة يعد عدوا.
ومن دعا إلى أن يرتبط الأدب بالمجتمع ويبحث مشكلاته يعد عدوا.
ومن دعا إلى تطور يعد عدوا!
وكل هذا معقول عند الملوك ومن التف حولهم.
لقد ألف «الأديب» مصطفى صادق الرافعي جمعية لمحاربة الدعاة إلى القبعة. وما يسميه أدبا، ويؤلف فيه، إنما كان جهلا نشيطا ورجعية مكافحة، ولم نكن نجد في هذا الأدب فكرة واحدة من تلك الفكرات الحوامل التي تلد وتثمر الخير للشعب. •••
وأرجو ألا يلتبس موقفي عند القارئ، فإني لا أعادي القدماء، والثقافة القديمة هي تراث بشري عظيم لا يهمله إلا مغفل، بل أنا لا أكاد أقرأ كتابا عربيا إلا إذا كان مؤلفه من القدماء!
ولكن يجب أن نميز بين قديم وقديم؛ ذلك أن هناك قدماء قد يفصل بيننا وبينهم ألف سنة أو ثلاثة آلاف سنة، ولكنهم قدماء معاصرون؛ أي يشتغلون بهمومنا البشرية أو الاجتماعية العصرية.
Неизвестная страница