Современная английская литература
الأدب الإنجليزي الحديث
Жанры
رجال ، رجال، رجال .
قعدوا على مقاعد عالية إلى المشرب وقبعاتهم قد نحيت إلى الوراء. وقعدوا إلى الموائد يطلبون الخبز. الخبز مجانا، مجانا. يشربون ويلتهمون لقما ضخمة من أطعمة تعوم في المرق، وقد جحظت عيونهم، وأخذوا يمسحون شواربهم. وهنا شاب شاحب، له وجه كشحم الثرب يمسح كوبه وشوكته وسكينه وملعقته بالمنشفة. مجموعة جديدة من المكروبات. وهنا رجل قد علق على صدره منشفة أطفال قد لوثتها الصلصة، وهو يغترف الحساء ويصبها في بلعومه. ورجل يبصق في طبقه: غضروف لم يتم مضغه. ليس له أسنان للمضغ. طرف جامد من اللحم المشوي، يبلعه كي يتخلص منه. لهذا السكران عينان حزينتان، قضم قضمة لا يمكنه أن يمضغها. هل أنا كذلك؟
كما يرانا غيرنا ...
فهنا يرى القارئ رواية الحوادث تختلط بخواطر الذهن: حوادث موضوعية خارجية تختلط بإحساساتنا الذاتية الداخلية. وليس هنا في هذا الذي نقلناه ما يستبشع أو يغمض فهمه على القارئ، ولكنه في أمكنة أخرى لا يبالي أن يصف ديدان العقل الكامن وهي ترقص في النتن.
وليس «جيمس جويس» أول من عالج الخواطر الذهنية، فإن كثيرين من القصصيين عالجوها في الحديث الذاتي، حين يكلم الإنسان نفسه ويحلم في اليقظة؛ لأن هذه الخواطر هي حديث الإنسان لنفسه. ولكن «جيمس جويس» جعلها موضوع القصة الأساسي، ورواها على أصلها بلا تنقيح أو تهذيب.
و«جويس» متشعب الثقافة، يعرف النروجية وقد درس «إبسن» في هذه اللغة. وعاش في فرنسا، وتقلب بين عواصم أوروبا. وإذا شك الإنسان في القيمة التجديدية لمؤلفات «لورنس» أو «هكسلي» فإنه لا يستطيع أن يشك في هذه القيمة عنده. وهذا بالطبع لا يعني الثناء عليه، فإن طريقته تحتاج إلى أن يصهرها النقد من جهة، ويحكم عليها الجمهور من جهة أخرى، إن إقبالا وإن نفورا.
ألدوس هكسلي
يمكن الذين يؤمنون بالوراثة أن يؤيدوا إيمانهم بمثال «ألدوس هكسلي»، فإن والده «هكسلي» الكبير، ذكر اسمه مقرونا إلى اسم «داروين». ولولا دفاعه عن نظرية التطور، وجهاده في الدعوة إليها، لما اكتسبت هذه النظرية كل ما اكتسبته من أصدقاء وأعداء. وكذلك أخوه «جوليان» فإنه يعد من أعظم الدعاة إلى العلم ونشره بين الشعب. وقد شارك «ولز» في كتابه الشعبي الضخم «علم الحياة».
ولم يبلغ «ألدوس» الأربعين من عمره (في 1933). ولكن اسمه ذائع الآن بين جميع الأوساط الراقية. وثورته على الأدب القديم، أو على الأدب في العصر الفكتوري، هي ثورة الذهن، فإن الرجل يكتب في الأدب بالروح العلمي. وهذا خلاف «لورنس» أو «جويس» اللذين يضعان الغريزة فوق الذهن.
ول «ألدوس هكسلي» جولات في الفلسفة والنقد تنبئ عن ميله العلمي واعتماده على ذكائه وتعمقه في الثقافة. وقلما يقرأ له الإنسان فصلا في النقد، أو قصة قصيرة أو كبيرة، إلا ويبهره ذكاؤه ونشاطه الذهني. ولكنه لهذا الذكاء نفسه يميل إلى الهدم أكثر مما يميل إلى البناء؛ وذلك لأنه يجد أشياء كثيرة تحتاج إلى الهدم.
Неизвестная страница