Адаб Караб
أدب العرب: مختصر تاريخ نشأته وتطوره وسير مشاهير رجاله وخطوط أولى من صورهم
Жанры
ما كان من أثر في الشعر لشعراء النصرانية في الإسلام؛ كالأخطل والقطامي. يقول الأب لامنس: إن أثر النصرانية في ديوان الأخطل أثر ضعيف، ونصرانيته نصرانية سطحية ككل العقائد الدينية في البدو.
وتأييدا لقول العلامة نذكر القارئ الكريم بأن الأخطل طلق زوجته، وهذا غير جائز في النصرانية، ولا نظن أن رواية تأديب القسيس له عندما كان يسكر إلا رواية ملفقة. (3)
الحكم اليونانية، عني بنقلها السريان قبل العرب، فنقلوا منها شيئا كثيرا، ثم أخذها العرب لاتفاقها مع ذوقهم الأدبي.
السريان:
إن أثر السريان في اللغة غير قليل؛ فأصول النحو والصرف صنفها العرب على المثال السرياني؛ لأن اللغتين شقيقتان، والسريان أغنوا اللغة العربية بما نقلوا إليها من علوم اليونان وآدابهم وآداب غيرهم من الأمم، ومن ينقل مثل هذه العلوم والآداب إلى اللغة يدخل معها إلى اللغة التي يترجم إليها ألفاظا وأساليب لا يجد ما يناسبها في اللغة المترجم إليها، ولا سيما إذا كانت كاللغة العربية في أول عهد حضارتها.
فالثقافة اليونانية انتشرت في العراق والشام والإسكندرية على يد السريانيين، فمن الخطأ أن نعتقد أن العرب كانوا بعيدين عن الاختلاط بسواهم قبل العصر العباسي.
والفلسفة اليونانية دخلت الإسلام عن طريق كتب هؤلاء النصارى بواسطة المعتزلة والحكماء والصوفية، وعنهم أخذت جماعة إخوان الصفاء جل أفكارهم.
فالسريان قاموا بنشر الفلسفة اليونانية؛ وخاصة المذهب الأفلاطوني، وقد كانت اللغة السريانية لغة الأدب والعلم لجميع كتاب النصرانية في أنطاكية وجوارها، وأنشئت في الرها ونصيبين وجندي سابور وغيرها مدارس دينية كانت تعلم فيها اللغة السريانية واليونانية معا، وكانت السريانية أيضا لغة الوثنية في حران، وظلت هذه مركزا للديانة الوثنية والثقافة اليونانية إلى ما بعد الإسلام، وهؤلاء الوثنيون الذين نعنيهم هم الصابئة.
ترجم السريان أكثر مما ألفوا، فأغنوا الأدب العربي بما ترجموه، ولا نزال نلمح أثر لغتهم في الشعر العربي العباسي؛ كقول الشاعر العباسي بساق سرياني:
فقال «آزال بشينو»
Неизвестная страница