يفعلان في طرفي العصرين وهما الليل والنهار فلا تغلب، قال الحموي في (شرح التنبيه) سميت العصر عصرا لأنها تعاصر وقت المغرب وفي هذا نظر لأن وقت العشاء أيضا يمتد إلى وقت الصبح ويظهر أن العصر أنما سميت عصرا لأنها تفعل في آخر النهار وآخر النهار عصارته إذ عصارة الشيء بقية وتسمية الصبح والعصر بالعصرين لأنهما صلاتي العصرين لأن كل واحدة من عصر وليستا من عصر واحد لأن اليوم في اللغة أنما يكون من طلوع الشمس.
أكَلَ التَناهُلُ فيه البَرّ في حَضَرٍ ... وَرِفقُ سَفَراتي في الحَملِ والأَكلِ
أَكلَ الزَهيلُ مَعَ المَفهومِ مَغفِرَةً ... خَلطُ الوَصي بِمالِ الطِفلِ لَم يَبَل
التناهل أن يخلط القوم ازوادهم في السفر أو في الحضر ويأكلون وتسمى المخارجة في الحضر وهو أن يدفع كل إنسان شيئا ويشتروا به طعاما وهو محبوب لقوله تعالى: (فابَعَثوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُم هَذَهِ إِلى المَدينَةِ فَلَيَنظُر أَيُها أَزكَى طَعامًا فَليَأتِكُم بِرزقٍ مِنهُ) الكهف، وقال ﷺ (اجتمعوا على طعامكم يبارك لكم فيه) وهي للمسافر أيضا مستحبة لأن ينالهم رفق في حمل الزاد وحفظه ولا نظر الحاكون بعضهم أكثر أكلا من بطن لأن هذا متسامح به عادة ويجوز للوصي خلط زاده بزاد الطفل اليتيم وغيره قاله في الروضة.
وَإِن خُتِمَت بِملحٍ وَابتَدَأَت بِهِ ... كَفيتُ كُلَ دا مِن فِعلٍ مُتَصَلِ
من سورة الخَوفِ وَالإِخلاصِ فَضلُ غَنًا ... بَعدَ الطَعامِ وَأمنُ الخائِفِ الوَجَلِ
قال علي ﵁ من ابتدأ غداه بالملح أيضا قال الغزالي وفي قرأة سورة
1 / 46