Ад-Дурар Ас-Сария мин аль-Фатава аль-Базия
الدرر الثرية من الفتاوى البازية
Издатель
دار العاصمة
Жанры
الوجه الثالث: أن هذا العمل من حكم الجاهلية، وقد قال الله سبحانه: ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾ (^١) وفيه مشابهة لأعمال عباد الأموات، والأشجار والأحجار كما تقدم. فالواجب: تركه، وفيما شرع الله من الأحكام ووجوه الإصلاح ما يغني ويكفي عن هذا الحكم، والله ولي التوفيق.
س: يقول السائل: إنكم تدعون إلى التوحيد فما دليلكم على كلمة التوحيد، من أين اشتقت (^٢)؟
فالجواب: أن يقال على ذلك أدلة كثيرة من كتاب الله ﷿ وسنة رسوله ﷺ. والتوحيد معناه توحيد الله يعني الاعتقاد أنه واحد لا شريك له. ومن الآيات الدالة على ذلك قوله سبحانه: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ﴾ (^٣) وقوله سبحانه: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾ (^٤) والآيات في هذا المعنى كثيرة.
وأما الأحاديث فمنها: ما ثبت في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، أن النبي ﷺ قال لمعاذ ﵁ لما بعثه إلى اليمن: «ادعهم إلى أن يوحدوا الله» بهذا اللفظ رواه البخاري في الصحيح، وفي صحيح مسلم عن طارق ابن أشيم الأشجعي ﵁ عن النبي ﷺ
_________
(^١) - المائدة الآية ٥٠.
(^٢) ج ٣ ص ١٤٠
(^٣) - سورة الذاريات الآية ٥٦.
(^٤) - سورة الأنبياء الآية ٢٥.
1 / 19