Деяния Пророка ﷺ и их указания на положения шариата

Мухаммад Сулейман аль-Ашкар d. 1430 AH
70

Деяния Пророка ﷺ и их указания на положения шариата

أفعال الرسول ﷺ ودلالتها على الأحكام الشرعية

Издатель

مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع

Номер издания

السادسة

Год публикации

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

Место издания

بيروت - لبنان

Жанры

ليلًا، فولّيا، قال: "على رسلكما، إنها صفية بنت حُيَيٍّ" (١) ثم قال: "إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، فخفت أن يقذف في قلوبكما شيئًا". وقد نبّه عبد الكريم زيدان (٢) إلى قيد جيد في هذه المسألة، وهو أن الفعل الذي يترك حذرًا من الشبهة، ينبغي أن لا يكون من صميم الدعوة، فإن كان من صميم الدعوة فينبغي فعله، ولوكان فيه تنفير. فما ظُنَّ أن حكمه التحريم وليس بمحرم، فإنه يفعل لبيان الجواز، وإن قال الناس ما قالوا. فهذا من بيان الحق، كما تزوّج النبي ﷺ زينب مطلقة زيد الذي كان يدعى ابنه قبل أن ينزل القرآن بإبطال التبني. فكان زواجه بها بيانًا (٣)، لم يمتنع من فعله خوف قالة الناس. الأمر الثاني: الحرص على خفة الفعل المظهر، فلا يكون فيه مشقة وعسر، لئلا يأخذ الاتباع أنفسهم بالشدة كما يأخذ بها نفسه. وقد أثنى الله تعالى على نبيه ﷺ بأنه كان يشقّ عليه ما يشقّ على الأمة، بقوله: ﴿لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عَنِتُّم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم﴾ (٤) وتقول عائشة ﵂: "إنْ كان رسول الله ﷺ لَيَدَعُ العمل وهو يحب أن يعمل به خشية أن يعمل به الناس فيشق عليهم" (٥). وتقول ﵂ في الركعتين اللتين بعد العصر: "والذي ذهب به ما تركهما حتى لقي الله، وما لقي الله حتى ثقل عن الصلاة. وكان يصلّي كثيرًا من صلاته قاعدًا. وكان يصلّيهما، ولا يصلّيهما في المسجد، مخافة أن يثقل على أمته، وكان يحبّ ما خفّف عنهم" (٦). وتروي ﵂ الحادثة التالية، قالت: "خرج رسول الله ﷺ من

(١) رواه البخاري مسلم وأبو داود (جامع الأصول ١/ ٢٤٦) (٢) عبد الكريم زيدان: أصول الدعوة، ص ٤٠٣، ٤٠٤ (٣) لنا في الاستدلال بالآية الواردة في ذلك رأي خاص نذكره في الفصل الثالث. (٤) سورة التوبة: آخر السورة. (٥) رواه البخاري ٣/ ١٠ ومسلم. (٦) رواه البخاري ٢/ ٦٤

1 / 75