175

Полное собрание сочинений имама Мухаммада аль-Хидра Хусейна

موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين

Исследователь

علي الرضا الحسيني

Издатель

دار النوادر

Номер издания

الأولى

Год публикации

1431 AH

Место издания

سوريا

Жанры

غير المنافقين لليهود المنافقين مُعاتبين لهم: أتحدثون المؤمنين بما قصه الله عليكم في كتابكم؛ من أن محمدًا نبي حق، وأنه صادق في رسالته؟! ويصح فهمُ الفتح بمعنى القضاء، والمعنى: أتحدثونهم بما قضاه الله فيكم، ومن قضائه فيهم: أخذُه ميثاقهم بأن يؤمنوا بمحمد، ويستجيبوا لدعوته.
﴿لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ﴾:
المحاجَّة: الاحتجاج، وهو القصد للغلبة، ويرجع إلى معنى إقامة الحجة، والمعنى: أتحدثون المؤمنين بما فتح الله عليكم؛ لتكون لهم الحجة عليكم عند اجتماعهم بكم في الآخرة؛ كما قال تعالى: ﴿ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ﴾ [الزمر: ٣١]. ويصح - فيما نرى- أن يفهم قولهم: ﴿عِنْدَ رَبِّكُمْ﴾ على معنى: أمام ريكم، ويكون كناية عن صحة محاجة المؤمنين لهم؛ فإن الحجة الصحيحة تكون مقبولة عند الله، ويقيمها الإنسان مشهِدًا الله عليها، ولا سيما محاجة تقوم على الاستشهاد بنصوص موحى بها من الله، وهذا بخلاف المحاجة الباطلة؛ فإنها تكون بعيدة من الله، ولا يستقيم لصاحبها أن يقول: حاججتك عند الله.
﴿أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾:
هذه الجملة معطوفة على قوله: ﴿أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ﴾ وقد أتوا بها تأكيدًا لإنكارهم على إخوانهم المنافقين تحديثَهم للمؤمنين بما فتح الله عليهم.
والمعنى: أليست لكم عقول تمنعكم من أن تحدثوهم بما يكون لهم فيه حجة عليكم؟!.

1 / 141