Полное собрание сочинений имама Мухаммада аль-Хидра Хусейна

Мухаммад Хидр Хусейн d. 1377 AH
150

Полное собрание сочинений имама Мухаммада аль-Хидра Хусейна

موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين

Жанры

أقررتم: اعترفتم. وتشهدون: من الشهادة، وهي الإخبار عن علم. والخطاب لليهود الذين كانوا في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فهو وارد مورد التوبيخ # لهم على عدم العمل بالتوراة، مع إقرارهم بصحة أحكامها. وقوله تعالى: {وأنتم تشهدون} واقع موقع الحال المؤكدة لقوله: {أقررتم}؛ كما يقال: فلان مقر على نفسه بكذا، شاهدا عليها. ويصح أن يكون قوله: {أقررتم} إخبارا عن اعتراف سلفهم بالميثاق، وقد عرفنا أنه قد يجيء ما يصدر من السلف في صورة خطاب للخلف. وقوله: {وأنتم تشهدون} إخبار عما وقع من اليهود الحاضرين في عهد نزول القرآن الكريم. والمعنى: اعترفتم؛ أي: اعترف أسلافكم بالميثاق، وأنتم تشهدون الآن على إقرارهم وقبولهم له. فيكون الإقرار في قوله: {أقررتم} صادرا من سلفهم، والشهادة مسندة إلى اليهود الحاضرين عند نزول الآية.

{ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم}:

هذا تقريع لهم على عصيانهم بارتكاب ما نهوا عنه. وقد وردت هذه الجملة على أسلوب قول العرب: "ها أنت ذا قائما". فالضمير {أنتم} مبتدأ، واسم الإشارة {هؤلاء} خبر عنه، وجملة: {تقتلون أنفسكم} حال، وهي من قبيل الأحوال التي لا تحصل الفائدة من الإخبار إلا بذكرها. والمعنى: ثم أنتم - يا معشر اليهود - بعد إقراركم بالميثاق الذي أخذته عليكم، وبعد شهادتكم على أنفسكم بذلك، صرتم في حال غير الحال التي كنتم عليها، فنقضتم العهد، وارتكبتم ما نهيتم عنه من القتل والإخراج من الديار.

{تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان}:

لما كان قتل بعضهم لبعض، وإجلاؤهم من ديارهم يحتاج إلى قوة وغلبة، بين تعالى أنهم يفعلون ذلك متعاونين عليه وهم آثمون ظالمون.

Страница 154