المدائن فكانت سفن البحر تجرى من بلاد الهند فتدخل رجلة البصرة حتى تأتى المدائن فتمر حتى تخرج فوق فم الصلح فتصير الى دجلة بغداد فتأتى المدائن ثم انها خرقت الارض حتى مرت بين يدى واسط قبل ان تكون واسط حتى صبت (a) ماءها فى هذه البطائح والبطائح يومئذ ارضون تزرع متصلة بارض العرب جيرانها من العرب (b) يشكر وباهلة وبنو عنبر متصلة بناحية ميسان بارض ميسان فغلب الماء على ما كان من الارضين منخفضا وما كان منها مرتفعا صار تلالا فتلك المواضع معروفة اليوم فى البطائح تسمى سرطغان وطستخان وعقر الصيد (c) من المواضع التى (d) يكون فيها الزط وقد ترى آثار فى بطن البطائح تحت الماء وذلك لركود الماء وصفائه فيعلم انها كانت ارضين وكانت البطائح الاولى التى كان يجتمع فيها ماء دجلة قبل تحولها الى ناحية واسط جوخى (e) فيما بين المذار وعبدسى فلما تحولت دجلة انقطع الماء عنها وصارت صحارى ومفاوز يصيب المارة فيها فى الصيف سموم شديد، ثم ان دجلة هذه التى هى اليوم سكرت من عند الخيزرانية ليعود الماء الى دجلة العوراء وينفذ الى المذار فيصير الى بقية دجلة العوراء فخرقت وانفق عليها كسرى ابرويز مالا عظيما فاعياه ذلك وجرت دجلة فى موضعها الذى هو اليوم بين يدى واسط فصارت البطائح هذه التى* تكون اليوم (f) فاعورت (g) دجلة من ذلك الموضع المسكور (h) الى مذار (i) وبطلت تلك البطائح التى كانت بجوخى فبقى من دجلة دجلة (k) العوراء من المذار الى بحر الهند وذلك فى مقدار ثلاثين فرسخا وهى دجلة البصرة واليه ينتهى مد البحر ومنه يجزر اذا رجع الماء الى البحر، ورام بعد ذلك خالد
Страница 95