وكان الفرع الذي ينتمي إليه صاحب الترجمة قد اضطرب أمره بخلافات حول الملك، واصطدم إسماعيل بن فرج (خامس الملوك النصريين) بوالده، وبأخيه محمد، مما أدى إلى انتقال محمد إلى بلاد المغرب مع نفر من آله.
ومع هذا فإن صاحب الترجمة يقول إن والده يوسف خرج من الأندلس إلى بلاد المغرب، فوفد على بجاية أولا ثم استقر-مع أولاده، وفيهم إسماعيل- بفاس. ويظهر لنا من ترجمته أنه ولد بالأندلس، وعاش فيها صدرا من صباه، ثم استقر بالمغرب يتذكر أيامه بغرناطة ويحنّ إليها، ويتعيش من أعمال في دولة بني مرين، وجراية كانوا يجرونها على (الوافدين) من الأسرة النصرية (١).
٣) ولد إسماعيل بن يوسف بن محمد نحو سنة ٧٢٥ بغرناطة (٢)، وغادرها مع أبيه-على الأكثر-إلى بجاية، ثم استقر بفاس. وكانت مغادرته في عهد الأمير يوسف (الأول) «٧٢٥ - ٧٣٣»، ويروي لنا أنه غادرها مرغما مغرّبا «فلولا أن هدر الملوك بنو عمي بوطني دمي لسرت إليه على رأسي لا على قدمي. . .» (٣)، ويوافق هذا عهد أبي الحسن علي المريني.
وقد نبغ صاحب الترجمة في عهد أبي عنان المريني الذي قربه في جملة العلماء والأدباء
_________
(١) راجع تفاصيل ذلك في الدراسة الموسعة عن إسماعيل بن الأحمر في (نثير فرائد الجمان في نظم فحول الزمان: دراسة وتحقيق-المكتبة الأندلسية العدد ١٨ تأليف د. محمد رضوان الداية).
(٢) انظر في ترجمته: درة الحجال لابن القاضي ١:١١٦، وجذوة الاقتباس، له:٦٩ ونيل الابتهاج لأحمد بابا:٩٩، واللمحة البدرية للسان الدين بن الخطيب:٢٤، وشجرة النور الزكية لمحمد مخلوف:٢٣٨. وسلوة الأنفاس للكتاني ٣:٢٥٦ وفهرس الفهارس والأثبات لعبد الحي الكتاني ١:١٠٠، وإيضاح المكنون ١:١٧٢، وهدية العارفين ١:٢١٥. وله تراجم في كتب المعاصرين مثل تاريخ الأدب العربي لبروكلمان، والأعلام للزركلي، ومعجم المؤلفين لكحالة، وغيرها.
(٣) نثير الجمان (نسخة دار الكتب) ٢/ب.
1 / 7