303

Знамения хадиса (комментарий к Сахих аль-Бухари)

أعلام الحديث (شرح صحيح البخاري)

Редактор

د. محمد بن سعد بن عبد الرحمن آل سعود

Издатель

جامعة أم القرى (مركز البحوث العلمية وإحياء التراث الإسلامي)

Издание

الأولى

Год публикации

١٤٠٩ هـ - ١٩٨٨ م

Регионы
Афганистан
Империя
Газневиды
رأينا غير واحد من ثقات أهل الزهد والورع، وبلغنا عن غير واحد من أصحاب الرياضيات [الرياضات] وأهل الصفاء والإخلاص من أهل المعرفة يخبرون أنهم يدركون أشخاصهم، فأما قول الله تعالى: ﴿إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم﴾ فإن ذلك حكم الأعم الأغلب من أحوال بني آدم، امتحنهم الله بذلك، وابتلاهم ليفزعوا إليه ويستعيذوا به من شرهم، ويطلبوا الأمان من غائلتهم، ولا ينكر أن يكون حكم الخاص والنادر من المصطفين من عباده بخلاف ذلك، فقد قال تعالى: ﴿إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين﴾ وقال: ﴿إلا عبادك منهم المخلصين﴾ فأخبر أنهم لا يسلطون على أوليائه، ولا يجدون السبيل إليهم، وهذا المعنى كأنه هو علة رؤيتهم إيانا وعدم رؤيتنا إياهم والله أعلم.
وقد روينا عن عمر بن الخطاب وأبي أيوب الأنصاري، وعن غير واحد من الصحابة رؤية الجن ومعالجتهم إياهم، وغير حديث من طريق الثقات من النقلة والأثبات منهم.
وفي الحديث دليل على أن أصحاب سليمان كانوا يرون الجن وتصرفهم له وبين يديه، وذلك من دلائل نبوته، ولولا مشاهدتهم إياهم لم تكن تقوم له الحجة بمكانهم عليهم.

1 / 400