Знаменитости исламской мысли в новейшее время

Ахмед Теймур Баша d. 1348 AH
215

Знаменитости исламской мысли в новейшее время

أعلام الفكر الإسلامي في العصر الحديث

Жанры

من قد سما بين الأنام قدره

حافظ دين الله فهو بدره

من نشأة قد طهرت أنفاسه

مولده تاريخه «أغراسه»

1267

وولادته كانت بداره - قرب دار الحديث بالأشرفية - مقر المترجم ومقر أئمة الحديث من سبعمائة سنة من أبوين فاضلين تقيين ورعين، فوالدته السيدة عائشة من أسرة الكزبري الدمشقية العريقة المشهورة بالعلم والفضل والحسب والنسب، خصوصا علم الحديث المنتهي رياسته إليها، وقد اعتنت بكفالته بعد وفاة والده أشد الاعتناء وسلمته لشيوخ العصر للتلقي عنهم. أما والده فهو العلامة الإمام الشهير الشيخ يوسف ابن العلامة السيد بدر الدين ابن السيد عبد الرحمن ابن السيد عبد الوهاب ابن السيد عبد الملك ابن السيد عبد الغني المراكشي السبتي الحسني المالكي، وقد ولد الشيخ يوسف في محلة ورياد العروس في مراكش، وينتهي نسبه إلى الولي الكبير الشيخ عبد العزيز التباع أستاذ الولي الشيخ الجزولي صاحب دلائل الخيرات، والشيخ عبد العزيز ينتهي نسبه إلى سيدنا الحسن رضي الله عنه، وقدم دمشق بعدما صار العلم الأوحد، والأستاذ المفرد، في سائر العلوم العقلية والنقلية، خصوصا علم الأدب، فكان حامل لوائه بلا خلاف. وكان تحصيله العلوم بالجامع الأزهر، فأخذ عنه العلامة الشيخ حسن العطار شيخ الإسلام الأسبق، والعلامة الصاوي، والشيخ الفضالي، والأمير الصغير، والسيد محمد الحسيني الشهير بفتح الله، والشيخ حسن القويسني، وغيرهم من شيوخ العصر، واستجاز من الشيخ المحدث عبد الرحمن الكزبري، ومن رفقائه في الدرس: كالعلامتين الأشموني والطهطاوي وأضرابهما، وله مصنفات كثيرة تشهد له بالتفرد وطول الباع في سائر الفنون خصوصا الأدب، فمنها: شرحه على «مولد الدردير» في مجلد سماه «فتح القدير»، ونظم «درة الغواص» للحريري، وهي مفيدة جدا، ومنظومته الشهيرة في فن الرسم العربي، وشرحها المسمى: كشف النقاب عن وجوه مخدرات الطلاب، وهي فريدة في بابها.

أما نظمه فكثير جدا يكاد لا يحصى، مع حسن صياغة وإبداع تفرد بهما في عصره، وكان ينظم على البداهة، ويكاتب أصدقاءه الكثيرين المتفرقين في سائر الأقطار بالشعر ويجيز به أيضا، وقد أجاز العالم الشريف السيد أحمد عابدين صاحب المكتبة الشهيرة بالمدينة المنورة بقصيدة عصماء ساق فيها شيوخه الكثيرين وعددهم، ثم رحل إلى الآستانة واتصل بالسلطان محمود بواسطة صديقه الحميم شيخ الإسلام عارف حكمت، وبسط للسلطان قضية «دار الحديث» المشهورة مقر حفاظ الحديث وشيوخه وأئمة الدين من سبعمائة سنة إلى وقتنا هذا،

1

مثل: ابن الصلاح والنووي والذهبي والمدني والسبكي وأولاده، فقام قومة الأسد الهصور، وسل سيف الحق، وهو حامل لواء الشريعة في زمنه وحامي ذمارها، حتى أيده الله باستخلاص القسم المغصوب من تلك المدرسة «دار الحديث» وأتم تعميرها، وافتتحت باحتفال كبير حضره العلماء والأمراء، ومنهم الأمير عبد القادر الجزائري الحسني صاحب اليد الطولى في مساعدته لاسترداد المغتصب، وقد كان له العون الكبير بواسطة شيخ الإسلام عارف حكمت بنيل مبتغاه واختياره معلما بعد ذلك لنجلي السلطان محمود «عبد المجيد وعبد العزيز» فعلمهما أصول العربية، وقد أجازهما بعد تلقيهما منه، كما مدح العلامة الشيخ يوسف بدر والد صاحب الترجمة السلطان محمود ونجليه في مقدمة منظومته، وكذلك شيخ الإسلام عارف حكمت بقصائد كثيرة.

وقد ترجم له المؤرخان: السيد مراد والسيد جميل الشطي، فقال الأخير في طبقاته بعد أن ساق نسبه كما ذكرناه آنفا: «هو المصري المولد، المغربي الشهرة والمحتد، نزيل دمشق ودفينها الشيخ الإمام العلامة الفقيه المحدث الكبير الأديب البارع الشاعر البليغ المتضلع المتفنن الهمام الأوحد والعلم المفرد، توطن دمشق بين سفر وإقامة، ولما عاد إلى دمشق الأمير عبد القادر الجزائري الحسني أحبه محبة عظيمة، وقدره حق قدره، فقد أخذ العلم في مصر عن مشايخ كثيرين، وقرأ القراءات وأتقنها، وصنف المصنفات الكبيرة مع الدين المتين والورع والزهد، وأخذ عن الشيخ سعيد الحلبي والشيخ عبد الرحمن الكزبري، ودرس في الجامع الأموي، وحضر العلماء والأفاضل درسه في مدرسة دار الحديث الشهيرة، وهي التي فتحها ودرس بها وأسكن بها الطلبة، وكان ذلك سنة 1270ه فصارت له أثرا باقيا وخيرا جاريا، وقد نظم فيها قصيدته المشهورة «التحديث عن نازلة دار الحديث»، وهي تزيد على أربعمائة بيت ساق فيها القصة بتمامها، وحسب المطلع عليها أن يعلم ما له من القدم الراسخة في العلم والأدب، وبالجملة كان آية من آيات الله ومعجزة من معجزاته، قوالا بالحق، لا تأخذه في الله لومة لائم، كان مهيبا تفر العظماء من بين يديه مهابة له وإجلالا، حتى إن السيد طاهر أفندي مفتي الشام المشهور كان يتوارى منه؛ لأنه تراخى عن نصرته في قضية «دار الحديث»، ثم سكن مدة طويلة بالمدينة المنورة، وهناك نظم قصيدته التوسلية الشهيرة في مدح المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأولها:

Неизвестная страница