Знаменитости исламской мысли в новейшее время
أعلام الفكر الإسلامي في العصر الحديث
Жанры
1267-1344ه
هو العالم العلامة المحدث الكبير الشيخ محمد بدر الدين الحسني، كان والده الشيخ يوسف ابن الشيخ بدر الدين من علماء الأزهر الشريف، وهاجر إلى الشام، وهو من ذرية سيدنا الحسن، وكان من أعظم علماء الأزهر في عهد الشيخ إبراهيم السقا وقبله، ولما هاجر إلى الشام عمر «دار الحديث» بعد خرابها وجلس للتدريس فيها، وله تآليف عديدة في سائر العلوم، وكان معظما عند علماء مصر والشام، ثم تزوج من بيت الكزبري، وولد له شيخنا الشيخ محمد بدر الدين، ولما أن صار عمر المترجم سبع سنوات رأى والده النبي
صلى الله عليه وسلم
يطعمه ثمرة، ثم رآه مرة ثانية يسقيه حليبا، وقال له: هذا الولد ينتفع به المسلمون.
ولما صار عمر المترجم عشر سنوات انقطع لطلب العلم إلى أن صار عمره ثلاث عشرة سنة، ثم توفي والده فصار يقرأ عند الشيخ أبي الخطيب، وظل كذلك سنتين حفظ خلالهما ستة آلاف بيت من «متون» مختلفة في علوم القرآن الكريم والحديث الشريف، وكان يحفظ كتب الحديث كتابا بعد كتاب مع الإسناد، ثم صار يشرح ويؤلف، وأول شرح هو في مصطلح الحديث، طبع في مصر، ثم جلس في المسجد الأموي لتدريس سائر العلوم للخاصة والعامة، ثم طاف في بلاد مختلفة، منها القاهرة والإسكندرية والحجاز والأقطار العربية الأخرى.
وكان يقرأ درسه في الحديث من البخاري بالإسناد غيبا، ويطبق عليه من سائر كتب الحديث مع الإسناد غيبا، ويطبق مأخذ المذاهب والأصوليين وعلماء التوحيد على الأحاديث، ويبين من الأحاديث العلوم العقلية والنقلية، حتى إن درسه العام في المسجد الأموي كان يشتمل على علوم الطب والهندسة والجغرافية والحساب وغيرها من العلوم الرياضية، وكان يجلس لذلك الدرس بعد صلاة الجمعة من الظهر إلى العصر، ويسرد الأحاديث من سائر كتب الحديث غيبا مع الإسناد، ويسعى الناس من البلاد الإسلامية المختلفة لاستماع الحديث منه وأخذ الإجازة عنه، وقد أخذ هو الإجازة في الحديث عن العلامة الكبير المرحوم مولانا الشيخ إبراهيم السقا رفيق والده في الطلب، وصار العلماء من سائر البلاد يرسلون إليه القصائد والمدائح، ويصفونه بأنه المجدد، وصاحب الوقت، وقطب الزمان ، وترجم له كثير منهم في كتبهم ومؤلفاتهم، ومنهم العالم الهندي الشيخ عاشق إلهي.
ولما بلغ العشرين زوجه ابنته العلامة الشهير شيخ الشام الشيخ محيي الدين العاني الرفاعي، وجاءه منها أولاد أكثرهم نساء، وله ولد واحد اسمه الشيخ محمد تاج الدين صار من علماء دمشق الأعلام.
وقد عين في عهد الحكومة العثمانية مفتيا للجيوش، وفي عهد الأمير فيصل شيخا للإسلام، وعرف منذ حداثته بأنه يقوم الليل ويصوم النهار، ولا يفطر إلا أيام العيدين، وجلوسه على الحصيرة، ولباسه من ثياب القطن، ولا يذهب إلى الحكام.
وقد سمع درسه كثير من علماء مصر، منهم: الشيخ محمد بخيت، والشيخ رضوان العدل، والشيخ مصطفى الجندي، وتخرج عليه في «دار الحديث» كثير من علماء الشام، آخرهم الشيخ محمد المبارك، والشيخ أمين السويد، والشيخ توفيق الأيوبي، واستمر حتى بلغ الخامسة والسبعين مواظبا على درسه الخاص يوم الثلاثاء ودرسه العام يوم الجمعة.
وحينما هاجر إلى الشام العلامة الكبير الشيخ الكتاني جلس في درسه وأخذ منه الإجازة في الحديث، كما طلب الإجازة منه كثير من علماء الآستانة ومصر والعراق والحجاز واليمن وغيرها من الأقطار الإسلامية.
Неизвестная страница