Яркие знамения в хвале Шейхуль Ислама Ибн Теймиа

Ибн Али Сирадж ад-Дин Баззар d. 749 AH
31

Яркие знамения в хвале Шейхуль Ислама Ибн Теймиа

العقود الدرية في ذكر بعض مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية ويليه الأعلام العلية في مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية

Исследователь

علي بن محمد العمران

Издатель

دار عطاءات العلم (الرياض)

Номер издания

الثالثة

Год публикации

١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

Место издания

دار ابن حزم (بيروت)

الصلاة عليها، أو تأسّف على فواتها، وربما ذهب إلى قبر صاحبها بعد فراغه من سماع الحديث، فصلى عليه، ثم يعود إلى مسجده، فلا يزال تارة في إفتاء الناس، وتارة في قضاء حوائجهم، حتى يصلّي الظهر مع (^١) الجماعة، ثم كذلك بقية يومه. وكان مجلسه عامًّا للكبير والصغير، والجليل والحقير، والحرّ والعبد، والذكر والأنثى، قد وسع كل من يَرِدُ عليه من الناس، يرى كلٌّ منهم في نفسه أن لم يكرم أحدًا بقدره. ثم يصلي المغرب، ثم يتطوع بما يسَّره الله، ثم أقرأ عليه من مؤلفاته أنا أو غيري، فيفيدنا بالطرائف، ويمدُّنا باللطائف، حتى يصلّي العشاء، ثم بعدها كما كنا وكان من الإقبال على العلوم إلى أن يذهب هَوِيٌّ من الليل طويل، وهو في خلال ذلك كلّه في النهار والليل، لا يزال يذكر الله تعالى ويوحّده ويستغفره. وكان ﵁ كثيرًا ما يرفع طَرْفَه إلى السماء، لا يكاد يفتر عن ذلك، كأنّه يرى شيئًا يثْبِته بنظره، فكان هذا دأبه مدّة إقامتي بحضرته، فسبحان الله ما أقصر ما كانت! يا ليتها كانت طالت. ما مرَّ على عمري إلى الآن زمانٌ كان أحبَّ إليَّ من ذلك الحين، ولا رأيتني في وقت أحسن حالًا منّي حينئذ، وما كان إلا ببركة الشيخ ﵁. وكان في كلّ أسبوع يعود المرضى، خصوصًا الذين بالمارستان. وأخبرني غير واحد ممن لا يُشكُّ في عدالته أن جميع زمن الشيخ ينقضي

(^١) (ط): «من».

1 / 761