حصول المأمول بشرح ثلاثة الأصول

Абдулла бин Салех Аль Фавзан d. Unknown
58

حصول المأمول بشرح ثلاثة الأصول

حصول المأمول بشرح ثلاثة الأصول

Издатель

مكتبة الرشد

Жанры

وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لاَ تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ﴾ . ــ السموات والأرض في كتابه الكريم، ودعا عباده إلى النظر إليهما والتفكر في خلقها. قال تعالى: ﴿إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ ١، وقال تعالى: ﴿لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾ ٢. قوله: "وما فيهن"، أي: من المخلوقات العظيمة التي لا يعلمها إلا الله خالقها ﷾ "وما بينهما" أيضًا من المخلوقات العظيمة. قوله: "وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لاَ تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ﴾ ٣"، يعني: وإن كان الشمس والقمر من المخلوقات العظيمة فإن هذا لا يقتضي أن يسجد لهما؛ لأنهما مخلوقان مدبران مسخران ﴿وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ﴾، أي: اعبدوه وحده؛ لأنه الخالق العظيم. ودعوة عبادة ما سواه من المخلوقات وإن كبر جرمها وكثرت مصالحها، فإن ذلك ليس منها وإنما هو من خالقها ﵎: ﴿إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ﴾ فخصوه بالعبادة وإخلاص الدين له٤.

١ سورة الجاثية، الآية: ٣. ٢ سورة غافر، الآية: ٥٧. ٣ سورة فصلت، الآية: ٣٧. ٤ "تفسير ابن سعدي": "٤/٤٠٠".

1 / 62