157

حصول المأمول بشرح ثلاثة الأصول

حصول المأمول بشرح ثلاثة الأصول

Издатель

مكتبة الرشد

Жанры

وَمَعْنَى ﴿قُمْ فَأَنذِرْ﴾ يُنْذِرُ عَنِ الشِّرْكِ وَيَدْعُو إلى التوحيد، ﴿وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ﴾ عَظِّمْهُ بِالتَّوْحِيدِ ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾ أَيْ: طَهِّرْ أَعْمَالَكَ عَنِ الشِّرْكِ، ﴿وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ﴾ الرُّجْزَ: الأَصْنَامُ، وَهَجْرُهَا تركها وأهلها والبراءة منها وأهلها. وأخذ عَلَى هَذَا عَشْرَ سِنِينَ يَدْعُو إِلَى التَّوْحِيدِ، وَبَعْدَ الْعَشْرِ عُرِجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ وَفُرِضَتْ عليه الصلوات الخمس. ــ الدليل على أنه ﷺ بعث بالإنذار عن الشرك، والدعوة إلى توحيد الله ﷾. وقوله: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ﴾ هذه أو آية أرسل بها النبي ﷺ. وقد ثبت عن جابر بن عبد الله أنه سمع رسول الله ﷺ يحدث عن فترة الوحي فقال في حديثه: "فبينا أنا أمشي إذ سمعت صوتًا من السماء فرفعت بصري قبل السماء فإذا الملك الذي جاءني بحراء قاعد على كرسي بين السماء والأرض، فجثثت منه حتى هويت إلى الأرض، فجئت إلى أهلي، فقلت: زملوني زملوني؛ فزملوني فأنزل الله: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنذِرْ﴾ إلى ﴿فَاهْجُرْ﴾ قال أبو سلمة: والرجز: الأوثان: ثم حمى الوحي وتتابع١. وهذه الآيات قد فسر الشيخ أكثرها. وسأذكر تفسيرها بعون الله تعالى. فقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ﴾، أي: الذي قد تدثر بثيابه، أي: تغشى بها من الرعب الذي حصل له من رؤية الملك كما تقدم. وأصله: المتدثر، فأدغمت التاء في الدال لتجانسها. " ومعنى ﴿قُمْ فَأَنذِرْ﴾ "، أي انهض فخوف المشركين وحذرهم العذاب

١ أخرجه البخاري "١/٢٧فتح" ومسلم "٢٥٥""١٦١" وقوله: "فَجُثِثْتُ" بالثاء بمعنى: فزعت، ويجوز: فجُئثت. بهمزة بعد الجيم ثم ثاء مثلثة ثم تاء. والمعنى واحد. انظر: شرحي القاضي عياض "١/٤٩" والنووي "١/٥٦٤".

1 / 162