حصول المأمول بشرح ثلاثة الأصول
حصول المأمول بشرح ثلاثة الأصول
Издатель
مكتبة الرشد
Жанры
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
من بنى منهم بناء بدأ يتفاخر على من بنى قبله؛ لأنه أطول منه بناء أو أكبر أو أوسع فهذا يعتبر من أشراط الساعة، والله المستعان.
وقد ورد في حديث أبي هريرة في "الصحيحين" قال: "وإذا رأيت الحفاة العراة رؤوس الناس فذاك من أشراطها" ١.
ومعنى رؤوس الناس: ملوك الناس. وفي رواية لمسلم: "وإذا رأيت الحفاة العراة الصم البكم ملوك الأرض فذاك من أشراطها".
قال النووي: "المراد بهم السفلة الرعاء كما قال تعالى: ﴿صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ﴾ ٢، أي: لما لم ينتفعوا بجوارهم هذه فكأنهم عدموها. هذا هو الصحيح في معنى الحديث، والله أعلم"٣.
قوله: "قال: فمضى فلبثنا مليًا" بتشديد الياء التحتية، والملي: هو الزمان، وقد ورد عند الترمذي والنسائي وغيرهما: "فلبثت ثلاثًا"٤.
قوله: "فقال: يا عمر، أتدري من السائل؟ " ظاهره أن الرسول ﷺ لم بخبر عمر إلا بعد مدة، لكن ورد في حديث أبي هريرة في "الصحيحين" قال: "ثم أدبر فقال: ردوه فلم يروا شيئًا. فقال: هذا جبريل أتى يعلم الناس دينهم" فهذه الرواية تدل على أن النبي ﷺ أخبرهم في
١ "صحيح البخاري": "٨/٥١٣-فتح"، ومسلم: "رقم٩، ١٠"، من حديث أبي هريرة ﵁. ٢ سورة البقرة، الآية: ١٨. ٣ "شرح النووي على صحيح مسلم": "٣/٢٧٩". ٤ "سنن النسائي": "٨/٩٧"، و"جامع الترمذي": "٥/٨".
1 / 152