حصول المأمول بشرح ثلاثة الأصول
حصول المأمول بشرح ثلاثة الأصول
Издатель
مكتبة الرشد
Жанры
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
كيف يرى ستمائة جناح؟ وكيف عد الرسول ﷺ الستمائة مع أن الجناح الواحد قد سد الأفق؟ قلنا: ما دام أنه قد ورد الحديث وصحح العلماء إسناده فلا نبحث في الكيفية؛ لأن الله جل وعلا قادر على أن يري نبيه ﷺ ما لا نتصوره نحن ولا تتحمله عقولنا.
الأمر الرابع: الذي لابد منه في موضوع الإيمان الملائكة الإيمان بما علمنا من أعمالهم ووظائفهم التي دلت عليها النصوص. فجبريل ﵇ موكل بالوحي، وملك الموت موكل بوظيفة قبض الأرواح، وهناك ملك موكل بالجنين في بطن أمه، يكتب رزقه وأجله، وهناك ملائكة موكلون ببني آدم ﴿لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ﴾ ١، وهناك ملائكة موكلون بكتب أسماء الناس يوم الجمعة قبل دخول الخطيب٢ إلى غير ذلك مما تدل عليه النصوص.
قول المصنف ﵀: "وكتبه" هذا الركن الثالث، وهو الإيمان بالكتب، والمراد بالكتب هي: الكتب السماوية التي أنزلها الله تعالى على رسله هداية للبشرية ورحمة بهم ليصلوا إلى سعادة الدارين.
والإيمان بالكتب لا يتم إلا بأربعة أمور:
أولًا: الإيمان بأنها منزلة من عند الله حقًا.
والثاني: الإيمان بما علمنا اسمه منها كالقرآن والتوراة والإنجيل والزبور، وأما ما لا نعرفه منها فنؤمن به إجمالًا.
١ سورة الرعد، الآية: ١١. ٢ أخرجه البخاري: "٢/٣٦٦"، "٦/٣٠٤-فتح".
1 / 132