Числа и построение человека: счет и путь цивилизаций
الأعداد وبناء الإنسان: العد ومسار الحضارات الإنسانية
Жанры
ymbykyt
الذي يعني أن «العديد من الأشخاص يصلون» والفعل
piit
الذي يعني «يأخذ مجموعة من الأشياء»، ويستخدم هذا الفعل بصرف النظر عن عدد الأشخاص الذين يقومون بفعل الأخذ. وتستخدم بعض الأفعال «الدالة على الجمع» عند وصف أفعال مثل «الجري» «والذهاب» «والطيران». وفي دراسة موجزة أجريتها على أربعة وعشرين فردا من متحدثي لغة الكاريتيانا، توصلت إلى أدلة تؤكد أن استخدام الأفعال الدالة على الجمع يؤثر في طريقة تفكير المتحدثين في أفعال محددة ، مقارنة بمتحدثي لغات أخرى كالإنجليزية، التي لا تستخدم مثل هذه التنويعات.
8
غالبا ما ينظر إلى العدد النحوي بوصفه تمييزا بسيطا بين الأسماء في صيغة المفرد والأسماء في صيغة الجمع. وقد رأينا أن الأمر أكثر من ذلك؛ فالعدد النحوي يوجد في كل لغات العالم تقريبا، غير أنه وحش يتمتع بالقدرة على تغيير شكله. فنجده في العديد من اللغات يتخذ شكل اللواحق التي تشير إلى الاختلافات بين الكميات. لكن في بعض الأحيان لا تكون هذه الاختلافات بسيطة كالاختلاف بين «واحد» في مقابل «الكثير»؛ فقد تقسم هذه الاختلافات خط الأعداد بطرق أكثر تحديدا، ربما في صورة «واحد» في مقابل «اثنين» في مقابل «الكثير». علاوة على ذلك، فقد رأينا أن العدد النحوي لا يظهر في الأسماء فقط، فالأفعال أيضا يمكن أن تدل على كمية ما يشار إليه في الحديث، أو تشير إلى كمية الأفعال التي يصفها الحديث. ولدينا أيضا بعض الكلمات الأخرى، كأدوات التنكير والمصنفات، التي تعكس نزعة البشر إلى الإشارة إلى الكميات، حتى وإن كانت هذه الكميات تبدو غير وثيقة الصلة على الإطلاق بمحادثة معينة. واللغات لا تعكس هذه النزعة لدى البشر فحسب، بل إنها تعزز من تركيزنا على الأعداد؛ إذ هي تقتضي الإشارة إلى الكميات على الدوام.
وبالرغم من الطبيعة المتنوعة التي يتسم بها العدد النحوي، فقد رأينا أيضا نزعات قوية جدا في قواعد اللغات في العالم فيما يتعلق بهذه الظاهرة؛ أولا: تتضمن الغالبية العظمى من لغات العالم ظاهرة العدد النحوي؛ فهو أحد أكثر السمات انتشارا في القواعد اللغوية على مستوى العالم، التي يزداد إدراكنا لتنوعها الكبير. ثانيا، وهو ما لا يقل أهمية عن النقطة الأولى على الإطلاق: فبالرغم من أن استراتيجيات العدد النحوي تتخذ أشكالا متفاوتة في لغات العالم، فإن وظيفتها تظل متشابهة بدرجة كبيرة. فقبل كل شيء، تميل القواعد اللغوية إلى تقسيم الكميات إلى واحدة من فئتين: 1 أو كل شيء فيما عدا 1. وفي الحالات التي تلجأ فيها القواعد اللغوية إلى فئات أكثر دقة، فإنها تظل محددة بشكل كبير؛ فالقواعد اللغوية تشير إلى ثلاث كميات محددة، وهي 1 و2 و3، وهذا على أكثر تقدير، فما من لغة تستخدم اللواحق على سبيل المثال، لتشير تحديدا إلى 5 أو 10، بالرغم من انتشار النمط الخماسي والنمط العشري في الأعداد على مستوى العالم. ونظرا إلى نطاق المعاني الضمنية التي تشير إليها جميع أنواع البادئات واللواحق في لغات العالم، فإن نطاق الكميات المحدد، الذي يشير إليه العدد النحوي، بارز بدرجة كبيرة. وكل ذلك يطرح أمامنا سؤالا واضحا: ما السبب في أن القواعد اللغوية لدى البشر تركز كل هذا التركيز على الكميات، غير أنه تركيز ضبابي فحسب، ما لم تكن هذه الكميات هي 1 أو 2 أو 3؟ إننا حين نتحرى الدقة عند الإشارة إلى كميات أكبر من 3، نحتاج إلى استخدام مفردات الأعداد بدلا من العدد النحوي. فيبدو الأمر كما لو أن تمييز الكميات الكبيرة بدقة ليس بالأمر الذي نفعله بتلقائية، على العكس من تمييز الكميات 1 و2 و3. ولكي نفهم السبب في أننا نستطيع التمييز بين كميات معينة بدرجة أكبر من التلقائية؛ نحتاج إلى أن نوجه النظر إلى الأداة الدماغية التي نستخدمها لفهم الكميات.
الأساس البيولوجي العصبي للعدد النحوي
الثلم داخل الفص الجداري هو أحد الوديان العديدة الموجودة في الدماغ البشري. وهو يمتد أفقيا في الفص الجداري، بداية من الجزء المركزي في القشرة باتجاه المؤخرة. والثلم داخل الفصل الجداري هو أحد منابع التفكير العددي، وهي نقطة سنعرضها بقدر أكبر من التفصيل في الفصل الثامن. ومن الأمور الغريبة بشأن التفكير العددي الذي يحدث فيه، هو أن جزءا منه فطري من ناحية التطور البيولوجي للفرد، وكذلك من ناحية تطور النوع على حد سواء. ومعنى هذا أن جزءا من هذا التفكير يحدث في مرحلة مبكرة من تطورنا (التطور البيولوجي للفرد) وهو يبدو أيضا قديما في نوعنا والأنواع المرتبطة به (تطور النوع). فالبشر وغيرهم من الأنواع القريبة منهم مهيئون للتفكير العددي بدرجة ما. «بدرجة ما»، وهذه «الدرجة» من النقاط الأساسية التي نركز عليها في هذا الكتاب: إن الأدوات العددية التي تمنحنا إياها أدمغتنا بمعزل عن الثقافة ، كليلة للغاية، غير أنها موجودة بالتأكيد. ويبدو أن إحدى السمات المميزة للمعالجة العددية الأصلية التي تحدث في الثلم داخل الفص الجداري، وهو أمر تتحكم فيه طبيعتنا البيولوجية العصبية الفطرية لا الأعراف الثقافية، تحفز أنماط القواعد اللغوية التي وضحناها في الأقسام السابقة. فمن الواضح أن البشر مهيئون فطريا للتمييز بين الكميات الصغيرة، لا سيما 1 و2 و3، وبينها وبين الكميات الكبيرة؛ فتمييز الكمية 1 مثلا عن أي كمية أخرى، هو أمر فطري لدينا.
لقد أوضح عدد كبير من الأبحاث في علم النفس الإدراكي والعلوم العصبية وغيرها من المجالات المتعلقة بالموضوع، أن البشر يستطيعون أن يميزوا الكميات الصغيرة من الأشياء بسرعة، وذلك قبل أن يتلقوا أي تدريب في الرياضيات. (سنشرح هذه النقطة بمزيد من الوضوح في مناقشتنا للإدراك لدى الأطفال في الفصل السادس.) وهذه القدرة على تتبع الأشياء قد أصبحت ممكنة من خلال سمات بيولوجية عصبية أساسية كالثلم داخل الفص الجداري، وهي تمكننا من التمييز بين المجموعات التي تتكون من 1 أو 2 أو 3 من العناصر، بسرعة ودقة. بالرغم من ذلك، فحين يتعلق الأمر بالكميات الكبيرة، فإن آلياتنا العصبية الفطرية لا تمدنا إلا بوسائل ضبابية للتفريق بين الكميات. فلننظر إلى هذا المثال الدرامي بصفته توضيحا لمدى فاعلية قدرتنا الطبيعية على تمييز الكميات الصغيرة. فلنقل مثلا: إنك تسير في أحد أزقة مدينة نيويورك، وقد رأيت مجموعة صغيرة من المجرمين مجهولي الهوية يراقبون شخصا قد هاجموه للتو. فإن كان المهاجمون ثلاثة أو أقل، ولم يكن لديك إلا ثانية أو أقل لكي تعالج المشهد بصريا، فسوف تتمكن من تمييز عدد المجرمين الموجودين. وإذا استجوبك ضباط الشرطة فيما بعد فسوف تتمكن من إخبارهم بثقة بعدد المجرمين الذين رأيتهم، هذا على افتراض أنه كان يمكن تمييزهم بصريا. وفي المقابل، لنقل مثلا: إنك كنت تسير في الزقاق نفسه لكنك قد رأيت ستة مجرمين يهاجمون شخصا ما، فهل كنت ستتمكن من أن تقول بدقة وثقة كم كان عدد المهاجمين إن لم يكن لديك سوى جزء من الثانية لتعالج الأمر قبل أن يبتعدوا (أو تبتعد أنت)؟ كلا، فحين يطلب من الأشخاص أن يحددوا عددا معينا من العناصر بسرعة، مثل مجموعة من الأفراد الذين يمكن التمييز بينهم بصريا؛ فهم لا يستطيعون إلا قول العدد التقريبي إن كان هذا العدد يتجاوز 3.
Неизвестная страница