قالت: ولكنه ماهر في صناعته، وسيكون له يوما شأن عظيم. فتنهدت المرأة وقالت: ولكن ذلك لا يكون إلا بعد زمن يا ابنتي ...
وقال كوكليش: إن نجاحه لا يكون كنجاحك، فإنك بلغت إلى القمة في أقرب حين، فقالت باكيتا: ذلك لأن طريق النجاح في المراسح أقرب من سواها، ولكن رجائي وطيد في فوزه في المعرض، الذي سيفتتح في الخامس عشر من هذا الشهر. - تحسبين أنهم سيقبلون التمثال الذي نحته؟ - هذا لا ريب فيه، وإني أرجو أيضا أن ينعموا عليه بوسام.
وكانت المركبة قد بلغت بهم إلى شارع سانت لازار، وخرجت منه حتى بلغت قوس النصر، وهناك التقت بفارس جميل رأى باكيتا فاصفر وجهه، واضطربت أعضاؤه حتى كاد يسقط عن جواده، أما باكيتا فإنها ابتسمت له وحيته، وأشارت إلى السائق أن يقف، فاشتد اصفرار الفارس ورفع قبعته بملء الاحترام، ثم دنا من المركبة، فمدت باكيتا له يدها مصافحة على الطريقة الإنكليزية، وقالت له: أتريد أن تصفح عني أيها البرنس العزيز؟
فاحمر وجهه بعد اصفراره ولم يجب، فقالت له: ألا تصفح عني لأني أرجعت إليك رسائلك دون أن أفتحها ؟
فتمتم البرنس كلمات لا تفهم، وقالت له باكيتا: تفضل بزيارتي في هذا المساء واشرب الشاي عندي فإني محتاجة إليك ... ثم ودعته بابتسامة، وأمرت سائق مركبتها بالمسير.
فقالت امرأة كوكليش بلهجة ملؤها الدهش: من هذا الذي رأيته يا ابنتي، أهذا الفتى الجميل من الأمراء؟
قالت: إنه من أمراء الروس، ويدعى البرنس ماربولوف، وثروته لا تقل عن مائة مليون روبل.
قالت: أهو يريد أن يتزوجك؟ فابتسمت باكيتا وقالت: لا يعوزه غير إرادتي، فإذا أردت عقد زواجي في هذا المساء.
فتنهدت زوجة كوكليش وقالت: من كان يخطر له أن يكون هذا مستقبلك حين كنت ترقصين على الحبل؟
قالت باكيتا: ولكن ليس هذا هو الذي أحبه حتى أتزوجه. •••
Неизвестная страница