أما شارنسون فإنه عاد بالطعام، وجلس يأكل وهو لا يلوي على شيء، حتى إذا فرغ من أكله قال لفيلكس: لم أرك حزينا قانطا إلا في باريس، ومع ذلك فقد اجتمعت بباكيتا.
قال: نعم، وا أسفاه! ولكنها باتت أكثر بعدا عني من قبل.
قال: لماذا؟
أجاب: ألم أقل لك إن التباين عظيم بيننا؟
قال: ولكننا في بلادنا لا نبالي بهذه الفروق، ومتى سرى الحب إلى قلبي رجل وامرأة تزوجا دون انتظار، فإذا كان الرجل غنيا، أو كانت المرأة غنية كانت الثروة للاثنين؛ إذ كلاهما يصبحان واحدا بعد الزواج.
قال: أما أنا فلست على هذا المذهب، ولا أحب أن أبحث في هذا الموضوع، وقد قام يشتغل في الحفر. واضطجع شارنسون فتاه في فيافي التفكير، وفيما هو على ذلك طرق الباب ففتحه فيلكس وظهرت على وجهه علائم السرور، فقد كان الطارق كوستيلون تلميذ المحامي الذي وعده بالنظر في قضيته، وقد بادره بقوله: إني ما أسرعت بالقدوم إليك إلا لأني أتيتك بأنباء طيبة.
فارتعش فيلكس، ورآه ينظر إلى شارنسون نظرة ارتياب، فقال له: لك أن تقول ما تشاء أمامه فإننا واحد.
قال: إني بدأت الاشتغال في قضيتك منذ الصباح، فاكتشفت أمورا كثيرة.
قال: أحق ما تقول؟
أجاب: نعم، فأصغ إلي، ألم يقل لك المحامي إنه لا يوجد غير رجل واحد يستطيع أن يثبت أنك ابن الكونت، وأن هذا الرجل يحتمل أن يكون قد مات؟
Неизвестная страница