فقال فيلكس: ولكن أين باكيتا؟
فأجابه البارون: إنها ستحضر قريبا.
فوضع فيلكس يده على صدره وقال: أغثني بشربة ماء!
فأشار البارون إشارة خفية إلى الرجل، فجاءه بكأس ماء، ولم يلبث أن شربها حتى صاح صيحة منكرة، وسقط على الأرض لا يعي كأنه من الأموات.
فالتفت البارون إلى الرجل وقال له: لنتحدث الآن.
وعند ذلك قال له البارون: أصغ إلي الآن، فإن هذا الغلام يبقى يومين على ما تراه وهو شبه الأموات. - غير أنه سيحيى.
أجاب: نعم، ولكن بعد يومين. - ما كنت أحسب أن كأسا من الماء تفعل به هذا الفعل، فإن الماء كان صافيا نقيا لم يشبه شيء. - إنك تقول هذا القول لأنك لست كيماويا.
أجاب: كيف ذلك؟
قال: ذلك أني سقيته منذ ساعة جرعة من الكونياك، وقد أضفت إلى هذا الكونياك عصير حشيشة هندية، اكتشفها الهنود قبل أن يكتشف أهل الطب الحديث عندنا الكلورفورم، فكانوا إذا أرادوا بتر عضو مريض سقوا صاحب هذا العضو من هذا العصير، وقطعوا العضو دون أن يشعر صاحبه بألم، غير أن لهذا العصير خاصة عجيبة، وهو أنه لا يسري في الدم إلا حين يشرب شاربه شيئا من الماء بعده؛ ولذلك سقط كما رأيته حين شرب الماء.
قال: ولكن ماذا تريد أن تصنع بهذا الغلام يا سيدي البارون، وبأي أمر تحتاج إلي؟
Неизвестная страница