فقال أبو مسلم: «ومن معه؟ أظنك تعني شيبان الحروري؟»
قال: «نعم يا مولاي، وليس شيبان بالشيء القليل؛ لأنه يرى رأي الخوارج، فهو مخالف لنصر؛ لأنه من عمال مروان، والخوارج لا يعترفون بخلافة مروان. وقد اتفق مع الكرماني على قتال نصر؛ لأن الكرماني يمني ونصر مضري - كما تعلمون - فاتفق الاثنان على نصر.»
فقطع خالد كلام الرجل وخاطب أبا مسلم بالفارسية بما معناه: «ولا يخفى عليك - أيها الأمير - أن هذين لا يكرهان دعوتنا؛ لأننا ندعو إلى خلع مروان أيضا.»
فأجابه أبو مسلم: «سأذيقهم طعم الحزم والعزم، وسأريهم كيف تؤكل الكتف.»
ثم التفت إلى الرسول وقال: «فالآن مرو محاصرة بجند الكرماني وشيبان؟»
قال: «نعم يا مولاي، وهما على وفاق.»
قال أبو مسلم: «وهل تعرف عدد رجالهما؟»
قال: «لا أعرف ذلك تماما، ولكنهم يزيدون على بضعة آلاف.»
فتحرك أبو مسلم في مجلسه كأنه يتحفز للنهوض، ففهم الرسول أنه يريد خروجه، فنهض وخرج.
الفصل التاسع عشر
Неизвестная страница