قال صالح: «قتله لأنه نصره بالمال والرجال، ولأنه بذل كل ما في وسعه لنصرته.»
فضحك أبو سلمة ضحكة يمازجها غضب شديد وقال: «كيف يقتله لهذا السبب؟ قل الحقيقة.»
قال صالح: «هذه هي الحقيقة يا سيدي. إنه كان يعطيه الأموال بغير حساب، وقد خاطب سائر الدهاقين في خراسان لينصروه.»
فقال أبو سلمة: «لا يعقل أن يكون على هذه الصورة ويقتله بلا سبب.»
فاعتدل صالح في مجلسه وتأدب في جلسته حسب عادتهم في الجلوس وقال: «هل تدهش لذلك من رجل يقتل على الشك؟ ألم تسمع بوصية الإمام إبراهيم؟»
فأمسك أبو سلمة لحيته بيده وحك ذقنه وهو يقول: «إنا لله وإنا إليه راجعون.» وكأن في خاطره شيئا يضمره أو يخشى إظهاره، فتظاهر صالح بالحزن والبكاء وقال بصوت ضعيف: «أتستغرب ذلك من رجل يقتل على التهمة عملا بوصية إمام يدعون باسمه ليلا ونهارا، وقد عهدنا الأئمة من قبل يحاسبون أنفسهم على نملة إن قتلوها بغير حق!»
فلم يتمالك أبو سلمة أن قال: «أولئك أئمة الهدى أبناء بنت النبي
صلى الله عليه وسلم ، أولئك أبناء الإمام علي، كرم الله وجهه.» قال ذلك وغص بريقه.
الفصل الحادي والستون
المكاشفة
Неизвестная страница