Абу Ханифа и человеческие ценности в его учении
أبو حنيفة والقيم الإنسانية في مذهبه
Жанры
وفي هذا يذكر مليح بن وكيع أنه سمع أباه يقول: «كان والله أبو حنيفة عظيم الأمانة، وكان الله في قلبه جليلا كبيرا عظيما، وكان يؤثر رضا ربه على كل شيء، ولو أخذته السيوف في الله لاحتمل.»
28
وقد ذكرنا آنفا ما كان من رفضه ولاية القضاء رفضا باتا، مستهينا بكل ما لقيه من أذى في سبيل ذلك.
ألمعيته وفطنته
وأخيرا كان أبو حنيفة ذكيا ألمعيا فطنا، وهذه سجية فطر عليها، لا خلق اكتسبه، وهي سجية كانت من العوامل الفعالة فيما بلغه من علم صار فيه إماما في عصره، وإلى يومنا هذا، بعكس الأخلاق التي ذكرناها من قبل؛ فقد كانت نتيجة لهذا العلم وتحققه به.
وليس من اليسير للباحث أن يستقصي أسباب هذه السجية ودلائلها؛ ولكن من اليسير علينا أن نسجل هنا بعض مظاهرها، نفعل ذلك أخذا من حوادث خمسة، وهي: (1)
الحادثة الأولى يرويها يحيى بن معين فيقول: دخل الخوارج مسجد الكوفة، وأبو حنيفة وأصحابه جلوس، فقال أبو حنيفة (لأصحابه): لا تبرحوا، فجاءوا حتى وقفوا عليهم، فقالوا لهم: ما أنتم؟ فقال أبو حنيفة: نحن مستجيرون: فقال أمير الخوارج: دعوهم وأبلغوهم مأمنهم.
29 (2)
والثانية: كانت مناظرة بين أبي حنيفة وبين الضحاك الشاري، وكان من الخوارج أيضا؛ فقد قدم الكوفة، ولقي أبا حنيفة وقال له: تب. فقال: مم أتوب؟ قال: من قولك بتجويز الحكمين. فدعاه للمناظرة؛ ولما أقبل الشاري، قال أبو حنيفة: فإن اختلفنا في شيء مما تناظرنا فيه، فمن بيني يحكم وبينك؟ قال الضحاك: اجعل أنت من شئت. فقال أبو حنيفة لرجل من أصحاب الضحاك: اقعد فاحكم بيننا فيما نختلف فيه إن اختلفنا. ثم قال للضحاك: أترضى بهذا بيني وبينك؟ قال: نعم. فقال أبو حنيفة: فأنت قد جوزت التحكيم! فانقطع الضحاك.
30 (3)
Неизвестная страница