وأخزى الله ما تحت الثياب
ومن أغرب ما رأيته ما حكاه الجرجاني في كناياته عن محمد بن حرب، قال: رأيت العتابي ينادم كلبا، يشرب كأسا ويولغه كأسا. فكلمته في ذلك، فقال: إنه يكف عني أذاه وأذى سواه، ويشكر قليلي، ويحفظ مبيتي ومقيلي، فهو من بين الحيوان خليلي. قال ابن حرب: فتمنيت أن أكون كلبا لأحوز هذا النعت. وقد ذكر ابن المرزبان هذه القصة لإبراهيم الموصلي مع الفضل بن يحيى ببعض اختلاف. والله أعلم.
ولم يذكر الناظر من كنى الأنثى شيئا وهي: «أم عولق» و«أم ذراع» و«أم الهمرش» بتشديد الميم المفتوحة كما في المرصع، وفي القاموس واللسان: الهمرش اسم كلبة. و«أم يعفور» قال في المرصع: هي الكلبة، وأنشد:
يا أم يعفور سقاك العهد
لا زال من صيد عليك لبد
يقول: لا زال عليك مما تصيدين لبد من وبر الأرانب وغيرها. واليعفور في الأصل: ولد الظبية وولد البقرة الوحشية. و«أم العاويات» والعاويات أولادها.
وكذلك لم يذكر من كنى ابن آوى شيئا، وهي: «أبو ذؤيب» و«أبو كعب» و«أبو معاوية» و«أبو أيوب» و«أبو وائل». والله أعلم.
أما أعلام الكلاب المشهورة التي عنوا بذكرها فكثيرة، منها:
سحيم، وطحال، وأكدر، وواشق، وزهمان، وميلع، وبراقش، وجدلاء: كلبات. والمختلس، وغلاب، والقنيص، وسلهب، وسرحان، والمغناطيس، هي خمسة أكلب كانت لرجل اسمه ذريح، وآخر اسمه أبو دجانة، يصيدان بها الظباء.
وقرحان: اسم كلب له قصة تحاميت عن ذكرها، حبس سيدنا عثمان بن عفان بسببها ضابئ بن الحارث البرجمي.
Неизвестная страница