قال رولف: «من الأفضل أن نتركه. إن اكتشفوا اختفاء جثته، فسيذكرهم ذلك بأننا لا نزال بالجوار. سنحضره فيما بعد.» جذبت جوليان كم ثيو برفق. «رجاء أحضره إلى هنا. ربما يكون ثمة فرصة أن يكون ما زال على قيد الحياة.»
جاء صوت ميريام من الظلام: «لن يكون على قيد الحياة، لكني لن أتركه هناك. أحياء أو أمواتا سنظل معا.»
كانت قد بدأت تسير تجاهه بالفعل لكن ثيو أمسك بكمها. وقال بهدوء: «ابقي مع جوليان. سأتدبر ذلك الأمر أنا ورولف.»
وسار باتجاه الطريق دون أن ينظر إلى رولف. في البداية كان يظن أنه وحده، لكن بعد لحظات كان رولف يسير إلى جواره.
عندما وصلا إلى الجسد الداكن المسجى على جانبه وكأنه نائم، قال ثيو: «أنت الأقوى. أمسك أنت برأسه.»
معا قلبا الجثة على ظهرها. لم يعد وجه لوك موجودا. حتى في الضوء البعيد المحمر القادم من السيارة المشتعلة، كان بوسعهما أن يريا أن رأسه بأكملها قد تهشمت وصارت كومة من الدماء والجلد والعظام المتكسرة. كانت ذراعاه معوجتين، وشعر ثيو بينما كان يتهيأ لرفعه أن ساقيه تلتويان. بدا كأنهما يحاولان الإمساك بدمية ماريونيت.
كان وزنه أخف مما توقع ثيو، مع أنه كان يسمع صوت لهاثه هو ورولف بينما كانا يعبران الأخدود الضحل بين الطريق والجدار ويمرران جثته عبره. عندما انضمت جوليان وميريام لهما، استدارتا وسارتا أمامهما دون أن تنطقا بكلمة كما لو كانوا يسيرون في موكب جنازة معدة سلفا. أشعلت ميريام الكشاف وتبعوا دائرة ضوئه الصغيرة. بدت رحلتهم بلا نهاية لكن قدر ثيو أنهم لم يسيروا لأكثر من دقيقة عندما وصلوا إلى شجرة ساقطة.
قال: «سوف نضعه على الأرض هنا.»
كانت ميريام حريصة على ألا تسلط ضوء الكشاف على لوك. الآن قالت لجوليان: «لا تنظري إليه. لا داعي لأن تنظري إليه.»
كان صوت جوليان هادئا. «يجب أن أراه. سيكون عدم رؤيته أسوأ. ناوليني الكشاف.»
Неизвестная страница