قال ثيو بأسى: «أنا آسف. لقد وقع أمر مريع. لقد سكبت الماء.»
نهضت ميريام واقتربت منه. قالت بهدوء: «كنا سنحتاج إلى المزيد من الماء على أي حال، المزيد من الماء والطعام. يجب أن أظل مع جوليان إلى أن أتأكد من أنه صار من الآمن أن أتركها، ثم سأعود إلى المنزل الذي مررنا به في طريقنا. إن حالفنا الحظ فسيكون الماء ما زال واصلا إليه، أو ربما يكون به بئر.» «لكنك ستضطرين لعبور الحقل المكشوف. سيرونك.»
قالت: «يجب أن أذهب يا ثيو. نحن بحاجة لعدة أغراض. أنا مضطرة لأن أخوض تلك المخاطرة.»
لكنها كانت تحاول أن تتصرف بلطف. فقد كان الماء هو أكثر ما يحتاجون إليه، وكان ذلك خطأه.
قال: «دعيني أذهب أنا. ابقي أنت معها.»
قالت ميريام: «هي تريدك أنت معها. بعد أن ولد الطفل، صارت تحتاجك أكثر مما تحتاجني. يجب أن أتأكد أن قاع الرحم قد التأم جيدا وأن المشيمة خرجت بالكامل. بعد أن أنتهي من ذلك، سيكون من الآمن أن أتركها. حاول أن تقرب الطفل من ثديها. فكلما بدأ الرضاعة مبكرا كان أفضل.»
رأى ثيو أنها تستمتع بشرح أسرار مهنتها، وباستخدام كلمات لم ترد على لسانها لسنوات عديدة إلا أنها لم تنسها.
بعد عشرين دقيقة كانت مستعدة للانطلاق. دفنت المشيمة وحاولت أن تنظف الدم من يديها بحكهما بالعشب. ثم وضعتهما، تلك اليدين الرفيقتين الخبيرتين، لمرة أخيرة على بطن جوليان.
قالت: «يمكنني أن أغتسل في البحيرة في طريقي. يمكنني أن أتقبل وصول ابن خالتك بهدوء إن كنت متأكدة أنه سيوفر لي حماما بماء دافئ ووجبة من أربعة أصناف قبل أن يرديني. من الأفضل أن آخذ الغلاية. سأسرع قدر الإمكان.»
دون تفكير، لفها بذراعيه وضمها لبرهة وقال: «شكرا لك، شكرا لك.» ثم أفلتها وراقبها تركض بخطواتها الواسعة الرشيقة عبر الفسحة وغابت عن نظره تحت الأغصان المتدلية فوق الدرب.
Неизвестная страница