بين العقيدة والقيادة

Махмуд Шит Хаттаб d. 1419 AH
139

بين العقيدة والقيادة

بين العقيدة والقيادة

Издатель

دار القلم - دمشق

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

Место издания

الدار الشامية - بيروت

Жанры

وآذاه، فرجع إلى منزله وتدثَّر من شدة ما أصابه، فأنزل الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ١ قُمْ فَأَنذِرْ﴾ (١) [سورة المدثر ٧٤: ١ - ٢]. وذكر عبد الله بن مسعود ﵁، قال: "كنا مع رسول الله ﷺ في المسجد الحرام، فقال أبو جهل: ألا رجل يقوم إلى هذا القذر يلقيه على محمد؟ فانبعث رجل فألقاه عليه، فجاءت فاطمة ﵂ فألقته عنه" (٢). ومرَّ أبو جهل برسول الله ﷺ عند (الصَّفا)، فآذاه وشتمه، ونال منه بعض ما يكره من العيب لدينه والتضعيف لأمره (٣). ولما رأت قريش أن أصحاب رسول الله ﷺ قد نزلوا بلدًا أصابوا به أمنًا وقرارًا، وأن النجاشي ملك الحبشة قد منع مَنْ لجأ إليه منهم، وأن الإسلام جعل يفشو في القبائل العربية، اجتمعوا وائتمروا أن يكتبوا كتابًا يتعاقدون فيه على بني هاشم وبني المطلب، على ألا ينكحوا إليهم ولا يُنكحوهم، ولا يبيعوهم شيئًا ولا يبتاعوا منهم، فكتبوا ذلك في الصحيفة وتواعدوا وتواثقوا على ذلك أيضًا، ثم علّقوا الصحيفة في جوف (الكعبة) توكيدًا على أنفسهم؛ فاجتمع بنو هاشم وبنو المطلب إلى أبي طالب، ودخلوا معه شِعْبَه (٤) وأقاموا فيه على ذلك سنتين أو ثلاثًا حتى جهدوا، لا يصل إليهم شيء إلا سرًا (٥). وكان نفر من قريش يؤذون رسول الله ﷺ في بيته، فكان أحدهم

(١) سيرة ابن هشام ١/ ٣١١. (٢) عيون الأثر ١/ ١٠٣. (٣) عيون الأثر ١/ ١٠٤. (٤) الشِّعْبُ: انفراج بين الجبلين، (ج): شِعاب. (٥) سيرة ابن هشام ١/ ٣٧١ - ٣٧٦، وجوامع السيرة ٦٤.

1 / 148