من شيشقى
31
لهم. إخوانهم الكبار ما يشقوا على أنفسهم.
لعن القات، ورمى به من فمه. كان هذا أول مرة في حياته يخرجه من فمه قبل أن ينتهي مفعوله. أصاب أحد الراكبين الخلفيين عجلة الطقم العسكري وانحرفت عن الطريق واصطدمت بالرمل. اجتاز السائق منطقة الخطر فوقفوا على جانب الطريق ونزل من الناقلة يراقب حمولته فوجد الخمر يتسرب من بعض الكراتين، أما الرجلان فلم يصابا بأذى. بدل لوحة رقم السيارة بلوحة أخرى ثم انطلقوا فرحين بنجاح مهمتهم. وصلوا تعز الساعة السادسة صباحا، وقد جف الخمر المتسرب على السيارة، كان السائق يقدم رشوة لكل نقطة تفتيش يمرون بها. نزل زربة من فوق الناقلة يحمد الله على نجاته. قال للسائق: قل للمقش، زربة يأخذ لقمة عيشه بالسهل، يشقى على عشرة جهال، ما هوش
32
حق قتال.
7
ذهب زربة إلى الصيدلية واشترى باكت بروفين 400 مليجرام، يحتوي على مائة قرص صناعة هندية. رأى الحلاوة في السوق فشعر بالأسف من عدم قدرته على أكلها، ثم توجه نحو سوق القات واشترى القات الصبري من المقوت خرباش من قرية نجاد، فقد بنى زربة له فيما مضى بيتا في القرية، وبيتا آخر من ثلاث طوابق في شارع المسبح في تعز. كان خرباش يمضغ القات في الخدين وتحت شفتيه، يأكل وجبة واحدة في اليوم، يشرب الماء عبر قصبة صغيرة تدفعه إلى حلقه مباشرة، والنارجيلة لا تفارق فمه. يتحدث بصعوبة أثناء المضغ وأغلب حديثه بالإشارة. ينام ثلاث ساعات في اليوم وهناك من يفوقه إدمانا على القات حيث يستمر في مضغ القات لمدة ثلاثة أيام، إلى أن يغلبه النوم فيرقد لمدة يومين متتاليين. سافر زربة إلى قريته في نفس اليوم، في الطريق كان يتذكر تبادل إطلاق النار. حين مر فوق بيت المداح ونادى: وا مداح بيتك على شارع، افتح لك دكان. - وا زربة أين حقي القات والحلاوة. - خلاص يا مداح، انتهى عهد الحلاوة. تعال خذ زربة قات.
وصل زربة بالسيارة إلى قرب بيته، رآه أطفاله فأسرعوا إليه، احتضنهم بحنان ولم يذكر متى فعل هذا من قبل. استقبلته صفية عند الباب، سلم عليها وأخذها إلى الفراش وكان لقاء غير عادي، ثم اغتسل وتناول طعامه وجلسا يمضغان القات معا، وأخبرها بقصته مع المقش. كانت صفية مندهشة لما يقوله. قالت: آه، يا زربة، شتبيع نفسك بزربة قات. الله يجعل فمك أدرد، معك عشرة أولاد، أهل القرية سافروا يعيشوا في المدينة ونحن هنا، جالس أربي الغنم والدجاج وأنت تأكلهن. زوجت بنتك نصرة بقيمة القات واللحم. - والله، يا صفية كانت الرصاص تجزع
33
ناپیژندل شوی مخ