ومن ذلك على ما ذكر لى بعض فقهاء مكة : أربعة قناديل ، كل قنديل منها قدر الدورق بمكة ، اثنان ذهبا ، واثنان فضة ، بعث بذلك السلطان شيخ أويس صاحب بغداد ، وعلق ذلك فى الكعبة ، ثم أخذ عن قريب.
وكان إرساله بذلك فى أثناء عشر السبعين وسبعمائة ، على مقتضى ما أخبرنى به الفقيه المذكور.
وقد أهدى لها من هذا المعنى بعد ذلك أشياء.
وبالجملة : فلا يجوز أخذ شيء من حلية الكعبة ، لا للحاجة ، ولا للتبرك ؛ لأن ما جعل لها وسبل لها يجرى مجرى الأوقاف ، ولا يجوز تغييرها عن وجوهها.
أشار إلى ذلك المحب الطبرى فى كتابه «القرى» قال : وفيه تعظيم للإسلام وترهيب على العدو .. انتهى.
[كسوة الكعبة] وأما كسوة الكعبة : فإنها كسيت فى الجاهلية والإسلام أنواعا من الكساء ، وذكر الأزرقى من ذلك جانبا ذكرناه فى أصله.
وكسيت الكعبة بعد الأزرقى أنواعا من الكساء.
فمن ذلك : الديباج الأبيض الخراسانى ، والديباج الأحمر الخراسانى ، على ما ذكر صاحب «العقد».
ومن ذلك : الديباج الأبيض ، فى زمن الحاكم العبيدى ، وحفيده المستنصر ، كساها ذلك فى زمن المستنصر الصليحى صاحب اليمن ومكة.
مخ ۷۲