202

البيت ، فطاف به سبعا على راحلته ، يستلم الركن بمحجن فى يده ، فلما قضى طوافه دعا عثمان بن طلحة ، فأخذ منه مفتاح الكعبة ففتحت له ، فدخلها فوجد فيها حمامة من عيدان ، فكسرها بيده ، ثم طرحها ، ثم وقف على باب الكعبة وقد استكف له الناس فى المسجد ، فخطب خطبته المشهورة ؛ وفيها : «يا معشر قريش ، ما ترون أنى فاعل فيكم؟» قالوا : خيرا ، أخ كريم ، وابن أخ كريم. قال : «اذهبوا فأنتم الطلقاء».

ثم جلس رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى المسجد ، فقام إليه على بن أبى طالب رضى الله عنه ، ومفتاح الكعبة فى يده ، فقال : يا رسول الله : اجمع لنا الحجابة مع السقاية. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أين عثمان بن طلحة؟».

فدعى له. فقال : «هاك مفتاحك يا عثمان ، إن اليوم يوم بر ووفاء» وأمر النبى صلىاللهعليهوسلم بلالا أن يؤذن .

وكان أبو سفيان بن حرب ، وعتاب بن أسيد ، والحارث بن هشام جلوسا بفناء الكعبة ، فقال عتاب بن أسيد : لقد أكرم الله أسيد أن لا يكون سمع هذا ، فيسمع منه ما يغيظه.

وقال الحارث بن هشام : أما والله لو أعلم أنه محق لا تبعته.

فقال أبو سفيان : لا أقول شيئا ؛ لو تكلمت لأخبرت عنى هذه الحصا.

فخرج عليهم النبى صلىاللهعليهوسلم ، فقال : «قد علمت الذى قلتم» ، ثم ذكر ذلك لهم.

فقال الحارث وعتاب : نشهد إنك رسول الله ، والله ما اطلع على هذا أحد كان معنا فنقول أخبرك.

مخ ۲۶۸