129

ولم يذكر في تهذيب التهذيب خلافا في كونه صحابيا، مع كون صحبته مذكورة في مسند أحمد، والسند إليه صحيح على شرط الشيخين، وفي بعض الروايات عنه التصريح بسماعه من رسول الله وذلك مما يدعو المخالفين إلى الخلاف في صحبته لو ساغ الخلاف عندهم.

قال في تهذيب التهذيب: وأخرج أبو ذر الهروي حديثه -أي حديث حبشي- في المستدرك المستخرج على الإلزامات. انتهى.

أي إن ذلك صحيح على شرط الشيخين لازم لهما تصحيحه؛ لكونه صحابيا على أصلهما.

وأخرج الحديث هذا الترمذي في جامعه(1) وقال السيد عبدالله بن الهادي في حاشية كرامة الأولياء في هذا الحديث: أخرجه أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجة. انتهى، ومثل ذلك ذكره في الجامع الصغير للسيوطي.

وأخرج أحمد في مسنده أيضا(2) بسنده عن عمران بن حصين قال: بعث رسول الله سرية وأمر عليهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه فأحدث شيئا في سفره -إلى قوله-: فقام رجل فقال: يا رسول الله إن عليا فعل كذا وكذا، فأعرض عنه، ثم قام الثاني فقال: يا رسول الله إن عليا فعل كذا وكذا، فأعرض عنه، ثم قام الثالث فقال: يا رسول الله إن عليا فعل كذا وكذا، فأعرض عنه، ثم قام الرابع فقال: يا رسول الله إن عليا فعل كذا وكذا.

قال: فأقبل رسول الله على الرابع وقد تغير وجهه، فقال: ((دعوا عليا دعوا عليا، إن عليا مني وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي)).

وسند هذا الحديث قال فيه السيد العلامة عبد الله بن الهادي في حاشية كرمة الأولياء: صحيح على شرط مسلم.

قلت: وأخرجه الترمذي في جامعه(3) وأخرجه الحاكم في المستدرك(4) بلفظ: ((ما تريدون من علي؟! إن عليا مني وأنا منه، وولي كل مؤمن)).

مخ ۱۱۷