137

ظهر اسلام

ظهر الإسلام

ژانرونه

وهكذا شعر سهل ومعان قريبة كلها تدور حول العشق والغرام والهجر والوصال.

وكانوا في هذه المجالس يطربون طربا صاخبا، فمنهم من يشق إزاره، ومن يضرب بنفسه الأرض، ومن يحملق عينيه، ومن يستغيث، ومن يحوقل

38 ... إلخ، وكانت هذه البيوت تسمى «بيوت القيان»، والقينة في اللغة: الأمة مغنية كانت أو غير مغنية، ولكنها في العرف لا تطلق إلا على الأمة المغنية.

ومن هؤلاء القيان من كن يتاجرن بالعشق والغناء، فيوقعن في أحبالهن الشبان الموسرين حتى يستنزفن مالهم ثم يلفظنهم. وقد وصف واصف هذه الحالة أدق وصف فقال: «إن القينة منهن إذا رأت في مجلس فتى له غنى وكثرة مال ويسار وحسن حال مالت إليه لتخدعه ... ومنحته نظرها وأشارت إليه بكفها، وغمزته بطرفها، وغنت على كاساته، ومالت إلى مرضاته، حتى توقع المسكين في حبالها، وتحويه بلطف تملقها، وتستعين بالمكر والخداع، ثم ترسل إليه من يخبره عن سهرها وقلقها، وتعبث إليه بخاتمها، وخصلة من شعرها، وكتاب قد نمقته بظرفها، ونقطت عليه قطرات من دمعها، وختمته بالغالية والعنبر ... حتى إذا حوت عقله، وسلبت قلبه، أخذت في طلب الهدايا من ثياب وحلي، وشكت من غير ألم؛ لتتوالى عليها هداياه، حتى إذا نفد اليسار، وتلق المال، وأحست بالإفلاس أظهرت الملل، وأعلنت البدل، وتبرمت بكلامه، وضجرت بسلامه، وأخذت في الجفاء والعتاب، وصرفت عنها هواه، ومالت إلى سواه.»

وقد قال أحد الشعراء في مثل هذا الوصف:

صحوت فأبصرت الغواية من رشدي

وأيقنت أني كنت جرت عن القصد

فلا يعشقن من كان يعشق قينة

فما هو منها في سعيد ولا سعد

تودك ما دامت هداياك جمة

ناپیژندل شوی مخ