زهد و ورع او عبادت
الزهد والورع والعبادة
پوهندوی
حماد سلامة، محمد عويضة
خپرندوی
مكتبة المنار
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٠٧
د خپرونکي ځای
الأردن
ژانرونه
تصوف
فَهَذَا التَّقْسِيم هُوَ فِي رجل يُمكنهُ الْفِعْل لهَذَا قَالَ فعملها فَلم يعملها وَمن أمكنه الْفِعْل فَلم يفعل لم تكن ارادته جازمة فَإِن الارادة الجازمة مَعَ الْقُدْرَة مستلزمة للْفِعْل كَمَا تقدم أَن ذَلِك كَاف فِي وجود الْفِعْل وَمُوجب لَهُ اذ لَو توقف على شَيْء آخر لم تكن الارادة الجازمة مَعَ الْقُدْرَة تَامَّة كَافِيَة فِي وجود الْفِعْل وَمن الْمَعْلُوم والمحسوس أَن الْأَمر بِخِلَاف ذَلِك وَلَا ريب أَن الْهم والعزم والارادة وَنَحْو ذَلِك قد يكون جَازِمًا لَا يتَخَلَّف عَنهُ الْفِعْل الا للعجز وَقد لَا يكون هَذَا على هَذَا الْوَجْه من الْجَزْم فَهَذَا الْقسم الثَّانِي يفرق فِيهِ بَين المريد وَالْفَاعِل بل يفرق بَين ارادة وارادة اذ الارادة هِيَ عمل الْقلب الَّذِي هُوَ ملك الْجَسَد كَمَا قَالَ أَبُو هُرَيْرَة الْقلب ملك والأعضاء جُنُوده فاذا طَابَ الْملك طابت جُنُوده واذا خبث الْملك خبثت جُنُوده وَتَحْقِيق ذَلِك مَا فِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث النُّعْمَان بن بشير عَن النَّبِي ﷺ ان فِي الْجَسَد مُضْغَة اذا صلحت صلح لَهَا سَائِر الْجَسَد واذا فَسدتْ فسد لَهَا سَائِر الْجَسَد أَلا وَهِي الْقلب فاذا هم بحسنة فَلم يعملها كَانَ قد أَتَى بحسنة وَهِي الْهم بِالْحَسَنَة فتكتب لَهُ حَسَنَة كَامِلَة فَإِن ذَلِك طَاعَة وَخير وَكَذَلِكَ هُوَ فِي عرف النَّاس كَمَا قيل لأشكرن لَك مَعْرُوفا هَمَمْت بِهِ ان اهتمامك بِالْمَعْرُوفِ مَعْرُوف وَلَا ألومك ان لم يمضه قدرفالشيء بِالْقدرِ المحتوم مَصْرُوف فَإِن عَملهَا كتبهَا الله لَهُ عشر حَسَنَات لما مضى من رَحمته أَن من جَاءَ بِالْحَسَنَة فَلهُ عشر أَمْثَالهَا الى سَبْعمِائة ضعف كَمَا قَالَ تَعَالَى مثل
1 / 166