بَابٌ فِي فَضْلِ قِلَّةِ الْمَالِ وَالْوَلَدِ
١ - أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ الْأَذْرَعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ سُفْيَانَ الرَّافِقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مَرْوَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ كُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي فِي بَعْضِ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ لِيَ النَّبِيُّ ﷺ: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ»، قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: " إِنَّ الْمُكْثِرِينَ هُمُ الْأَقَلُّونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِلَّا مَنْ بِالْمَالِ، قَالَ: هَكَذَا وَهَكَذَا - قَالَ: فَأَوْمَأَ أَمَامَهُ، وَعَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ يَسَارِهِ - وَقَلِيلٌ مَا هُمْ "

1 / 175

٢ - حَدَّثَنَا كَامِلُ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «إِنَّ الْمُكْثِرِينَ هُمُ الْأَقَلُّونَ، إِلَّا مَنْ قَالَ بِالْمَالِ هَكَذَا وَهَكَذَا، وَأَشَارَ عَنْ يَمِينِهِ، وَأَمَامَهُ، وَخَلْفَهُ»
٣ - عَنْ أَبَانٍ الْبَجَلِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ، قَالَ: خَرَجَ ⦗١٧٧⦘ النَّبِيُّ ﷺ وَأَبُو ذَرٍّ يَمْشِيَانِ حَتَّى إِذَا نَظَرَ إِلَى أُحُدٍ، قَالَ: «يَا أَبَا ذَرٍّ، هَلْ تَرَى هَذَا الْجَبَلَ؟» فَأَعَادَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، قُلْتُ: نَعَمْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ - وَفِي يَوْمٍ بَارِدٍ أَخَافُ أَنْ يُرْسِلَنِي إِلَيْهِ - قَالَ: «مَا أُحِبُّ أَنَّ أُحُدًا ذَهَبَةٌ حَمْرَاءُ لِآلِ مُحَمَّدٍ، يَبِيتُ دِينَارٌ عِنْدَ رَجُلٍ مِنْهُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، إِلَّا دِينَارًا يُعَدُّ لِدَيْنٍ، أَوْ دِينَارًا يُعْطَى فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِنَّ الْأَكْثَرِينَ هُمُ الْأَقَلُّونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِلَّا مَنْ قَالَ بِالْمَالِ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا، وَقَلِيلٌ مَا هُمْ»

1 / 176

٤ - حَدَّثَنَا أَبَانُ الْبَجَلِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ، أَنَّ عُمَرَ اسْتَعْمَلَ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ عَلَى صَدَقَاتِ أَهْلِ الْعَالِيَةِ، وَجَعَلَ عِمَالَتَهُ أَلْفَ دِينَارٍ، فَأَتَاهُ كِتَابُ عُمَرَ يَعْزِمُ عَلَيْهِ: بِحَقِّهِ عَلَيْكَ إِلَّا احْتَجَزْتَ مِنْ أَلْفِ دِينَارٍ خَمْسَمِائَةِ دِينَارٍ، مِائَةَ دِينَارٍ لِعِيَالِكَ، وَمَعَ الرَّجُلِ أَهْلُهُ، فَاسْتَيْقَظَتِ امْرَأَتُهُ مِنَ اللَّيْلِ، وَوَجَدَتْ عَلَى عَضُدِهَا مِنْ دُمُوعِهِ، فَقَالَتْ: يَا أَبَا فُلَانٍ، لَا يُبْكِي اللَّهُ عَيْنَكَ، مَا لَكَ؟ قَالَ: إِنَّ عُمَرَ كَتَبَ إِلَيَّ أَنْ أحْتَجِزَ مِنْ ⦗١٧٨⦘ عِمَالَتِي كُلَّ سَنَةٍ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ سَمِعَ عُمَرُ مِنَ النَّبِيِّ ﷺ مَا سَمِعْتُ، أَنَّهُ قَالَ: «الْأَكْثَرُونَ هُمُ الْأَقَلُّونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِلَّا مَنْ قَالَ بِالْمَالِ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا، وَقَلِيلٌ مَا هُمْ»

1 / 177

٥ - عَنْ أَبَانَ الْبَجَلِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ، قَالَ: بَعَثَ أَبُو مُوسَى إِلَى عُمَرَ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ، فَلَمَّا جَاءَ بِالْمَالِ بَكَى حَتَّى رَحِمَهُ الْمُسْلِمُونَ، قَالُوا: مَا يُبْكِيكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ أَلَيْسَ هَذَا خَيْرٌ، فَتَحَ اللَّهُ لِلْمُسْلِمِينَ وَزَادَهُمْ؟ قَالَ: " لَوْ كَانَ خَيْرًا لَمْ يُحْجَبْ عَنْ نَبِيِّ اللَّهِ وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ، ثُمَّ قَالَ: لَا تُفَارِقُوا هَذَا الْمَالَ حَتَّى تُصَلُّوا الْغَدَاةَ، وَلَا دَخَلَ فِي أَيِّ دَارٍ، فَبَاتَ الْمُهَاجِرُونَ عَلَيْهِ حَتَّى أَصْبَحُوا، ثُمَّ أَصْبَحَ فَقَسَمَهُ ". فَجَاءَ بُنَيٍّ لَهُ يُكْنَى أَبَا شَحْمَةَ، فَأَخَذَ دِرْهَمًا، ثُمَّ خَرَجَ يَشْتَدُّ، ⦗١٧٩⦘ فَسَأَلَ فَأَخْبَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، فَخَرَجَ يَشْتَدُّ إِثْرَ ابْنِهِ، فَلَمَّا سَمِعَ وَقْعَ أَبِيهِ طَارَ قَلْبُهُ، فَدَخَلَ إِلَى أَهْلِهِ وَهُوَ يَصِيحُ، فَانْتَزَعَ الدِّرْهَمَ مِنْ فِيهِ، ثُمَّ جَاءَ حَتَّى طَرَحَهُ فِي الْمَالِ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: أُفٍّ، قَالَ: أَيْ تُؤَفِّفُ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: نَعَمْ، خَلَعْتَ قَلْبَهُ مِنْ أَجْلِ دِرْهَمٍ، قَالَ عُمَرُ: إِنَّ الدِّرْهَمَ لَيْسَ لَهُ وِلَأَبِيهِ. فَدَعَا جَارِيَتَهُ، فَقَالَ: أَعْطِي الْغُلَامَ دِرْهَمًا مِنْ تِلْكَ السَّبْعَةِ الدَّرَاهِمِ الَّتِي بَقِيَتْ مِنَ الْوَرِقِ بَعْدَ حُقُوقِ النَّاسِ بَقِيَّةً. فَذَاكَرَهَا قُرَيْشًا، فَقَالَ قَوْمٌ: نَرَى أَنْ تُقْسِمَهَا بَيْنَ عِيَالِ الْمُهَاجِرِينَ. فَقَالَ: فَإِنِّي مُتَكَلِّمٌ الْعَشِيَّةَ، فَتَكَلَّمُوا، انْظُرُوا مَا تَقُولُ لَكُمُ الْعَرَبُ، فَقَامَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، قَدْ بَقِيَ مِنْكُمْ فَضْلَةً بَعْدَ حُقُوقِ النَّاسِ، فَمَا تَرَوْنَ فِيهَا؟ فَقَامَ صَعْصَعَةُ بْنُ صُوحَانَ وَهُوَ غُلَامٌ شَابٌّ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّمَا يُسْتَشَارُ الْعِبَادُ فِيمَا لَمْ يُنَزِّلِ اللَّهُ بِهِ الْقُرْآنَ، فَأَمَّا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهِ الْقُرْآنَ وَوَضَعَهُ مَوَاضِعَهُ، فَضَعْهُ فِي مَوَاضِعِهِ الَّتِي وَضَعَهُ اللَّهُ، قَالَ: صَدَقْتَ، أَنْتَ مِنِّي وَأَنَا مِنْكَ، فَقَسَمَهُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ "

1 / 178

٦ - عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: قَدِمَ عَلَى عُمَرَ أَحْمَالٌ مِنْ فَتْحِ تُسْتَرَ مَعَهَا الْهُرْمُزَانُ أَسِيرًا، بَعَثَ بِهِ النُّعْمَانُ بْنُ مُقَرِّنٍ الْمُزَنِيُّ، فَشَاوَرَ فِيهِ الْمُسْلِمِينَ، قَالُوا: نَرَى أَنْ يُوضَعَ فِي بَيْتِ الْمَالِ، قَالَ: مَا هُوَ بِالَّذِي يَأْوِي لِي سَقْفٌ حَتَّى أُقْسِمَهُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ، ثُمَّ بَعَثَ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَكَانُوا يَسْتَشِيرُونَهُ وَيَتَيَمَّنُونَ بِرَأْيِهِ، وَكَانَ مِنَ الْقَوْمِ بِمَكَانٍ، فَأَمَرَهُ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَرْقَمَ أَنْ يَحْرُسَاهُ وَمَنْ أَتَاهُمَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَلَمَّا صَلَّى الْفَجْرَ وَبَزَغَتِ الشَّمْسُ، قَامَ إِلَيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَكَشَطَ، فَحَارَتْ أَبْصَارُهُمْ، فَبَكَى عُمَرُ، لَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَوْفٍ: مَا يُبْكِيكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، هَذَا يَوْمُ فَرَحٍ، وَهَذَا يَوْمُ فَتْحٍ؟ قَالَ: بَلْ هَذَا يَوْمُ شِدَّةٍ، وَهَذَا يَوْمُ حُزْنٍ، إِنَّهُ لَمْ يُقْسَمْ هَذَا بَيْنَ قَوْمٍ إِلَّا أَوْرَثَهُمْ عَدَاوَةً وَشَحْنَاءَ. ثُمَّ دَعَا بِحَسَنٍ وَحُسَيْنٍ فَحَثَا فِي حُجُورِهِمَا حَتَّى مَا أَطَاقَا حَمْلَهُ، ثُمَّ بَعَثَ إِلَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، وَفَضَّلَ عَائِشَةَ، ثُمَّ قَالَ: «عَلَيَّ ⦗١٨١⦘ بِالْبَدْرِيِّينَ، فَأَعْطَاهُمْ، ثُمَّ قَسَمَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ»

1 / 180

اصول - د اسلامي متنونو لپاره څیړنیز اوزار

اصول.اي آی د اوپنITI کورپس څخه زیات له 8,000 اسلامي متونو خدمت کوي. زموږ هدف دا دی چې په اسانۍ سره یې ولولئ، لټون وکړئ، او د کلاسیکي متونو د څیړلو کولو لپاره یې آسانه کړئ. لاندې ګډون وکړئ ترڅو میاشتني تازه معلومات په زموږ د کار په اړه ترلاسه کړئ.

© ۲۰۲۴ اصول.اي آی بنسټ. ټول حقوق خوندي دي.