إن لي المنبر الذي لن يزولا
جل عن منشد سوى الدهر
يلقيه على الغابرين جيلا فجيلا
لا أريد بهذه الكلمات أن أحيي شوقي، ولكن أريد فقط أن أضع على قبره زهرة صغيرة في يوم ذكراه.
شاعرنا الخالد في حديقة الخالدين
ما أكثر الذين خطر لهم أن شاعرنا الخالد، لم يكن يتصور أنه بمرور أكثر من ثلاثين عاما على وفاته، سيتحدث الناس عنه كما لو كان حيا؛ فيناقشون آراءه، وأسلوبه الفني، وسلوكه الاجتماعي، هل كان شجاعا؟ هل كان جبانا؟ هل كان مع الشعب؟ هل كان مع الملوك الذين ولدته أمه وهي وصيفة في قصورهم؟ هل كان يتملق الطغاة؟ ما قيمته كشاعر؟ هل له شخصية منفردة، أم هو فنان خالق، أم أنه صانع يتقن صناعة الشعر؟
وقد أجاب المؤمنون بالشاعر عن هذه الأسئلة، وأصروا على أنه قمة، ولكن الإيمان مثل الحب يتدخل في الآراء فيضفي عليها ما يثير الظنون!
أما الزمن، فهو وحده القاضي الذي يفرض حكمه على القيم، ولا حيلة لأحد في أن ينقض هذا الحكم أو يلغيه!
ولقد حكم الزمن لشاعرنا العظيم أحمد شوقي، وفرض عبقريته وخلوده، وجعله حتى يومنا هذا إنسانا حيا يتحرك، ويتلفت ويتكلم، وينبري له النقاد، ويناقشون حركاته، والتفاتاته، وكلماته، كما لو كان يعيش معهم ويعيشون معه!
وبالأمس القريب تجدد الحديث عن شوقي، وتناثرت أسئلة أخرى حوله: هل كان شوقي يظن أنه سيأتي اليوم الذي يقام له فيه تمثال خارج بلاده؟ وأين؟ في روما! في حديقة الخالدين!
ناپیژندل شوی مخ