د حلب تاريخ نه ځبدا
زبدة الحلب من تاريخ حلب
خپرندوی
دار الكتب العلمية
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤١٧ هـ - ١٩٩٦ م
د خپرونکي ځای
بيروت - لبنان
بكر بحصر حتى يصلي عليها الناس وكان ذلك يوم الجمعة التاسع عشر من شوال سنة اثنتين وستين وأربعمائة.
ومدحه الشيخ أبو محمد بن سنان الخفاجي الحلبي بقصيدة طويلة، يقول فيها:
ما يصنع الحسب الكريم بعاجز ... يبنى له الشرف الرفيع ويهدم
وكان ناصر الدولة بن حمدان قد تغلب على مصر، ووقع بينه وبين جماعة من الأمراء بمصر وحشة، فأنفذ إليه الفقيه أبا جعفر محمد بن أحمد البخاري المعروف بقاضي حلب وأظن ناصر الدولة قلده قضاء حلب حين وردها، ووقعت به وقعة الفنيدق، والسلطان ألب أرسلان حين حاصر حلب وهو معه فعرف بذلك أرسله ابن حمدان رسولًا إلى السلطان ألب أرسلان
يستدعي عساكره ليسلم إليه ديار مصر ويغير الدعوة، وذلك في سنة اثنتين وستين.
فلما ورد عليه الرسول إلى خراسان جهز العساكر العظيمة التي تملأ الفضاء، ووصل معها على طريق ديار بكر، ونزل الرها في أول سنة ثلاث وستين، وأقام عليها نيفًا وثلاثين يومًا.
وسير الفقيه أبا جعفر قاضي حلب المذكور رسولًا إلى محمود بن نصر بن صالح يستدعيه إلى وطء بساطه وخدمته أسوة بمن وفد عليه من الملوك مثل: شرف الدولة مسلم بن قريش، وابن مروان، وابن وثاب، وابن مزيد، وأمير الترك والديلم. فلم يجب محمود إلى ذلك، وخاف منه.
فسار عن الرها إلى الشام قاصدًا محمود بن نصر، فقطع الفرات في النصف من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وستين وأربعمائة، من نهر الجوز، ونزل على بعض المروج فأعجبه، فقال له الفقيه أبو جعفر قاضي حلب: " يا مولانا أحمد الله تعالى على هذه النعمة، وهي أن هذا النهر لم يقطعه قط تركي إلا مملوك. وأنت قد قطعته ملكًا ". فأحضر الأمراء والأتراك وأمره بإعادة القول. قال: فأعدته، فحمد الله تعالى حمدًا كثيرًا.
ونزل بنقرة بني أسد إلى أرض قنسرين إلى الفنيدق. وكان نقيب النقباء
1 / 174