نوين و كان بها الملك الكامل ناصر الدين محمد بن الملك المظفر شهاب الدين غازي بن الملك العادل سيف الدين أبي بكر بن أيوب فحاصروها ونصبوا عليها المنجنيقات من كل ناحية فقاتل أهلها وامتنعوا عن تسليمها وصبروا أنفسهم على الحصار الشديد والجوع المبيد حتى أكلوا الميتة والدواب والسنانير والكلاب وطال عليهم الأمد وقل منهم الجلد فاستولى التيار على المدينة وفتحوها وكانت مدة مقامهم على حصارها سنتين فقتلوا وسبوا من أهلها خلقا كثيرا وفني جندها من طول القتال واشتداد النزال وأسر من بقي منهم وأخذ صاحبها الملك الكامل وتسعة نفر من مماليكه وأحضروا بين يدي هولاكو فقتلوا الا مملوكا واحدا اسمه قرا سنقر أبقاه هولاكو وذلك أنه سألهم عن وظائفهم وذكر له ذلك المملوك أنه أمير شكار فسلم اليه شيئا من الطيور الجوارح وحظى عنده واتفق حضوره الى الديار المصرية في الأيام الظاهرية فأعطاه السلطان اقطاعا وجعله مقدما في الحلقة و كان صاحب ميافارقين رحمه الله أديبا فاضلا وله نظم جيد فمنه قوله:
ذكر مهلك بيجو مقدم التتار في هذه السنة
عنه لما استدعاه وأراد الانفراد ببلد الروم فلما فرغ من فتوح بغداد وبلاد العراق دست عليه سما فشربه وقيل انه كان قد أسلم قبل موته ولما احتضر أوصى أن يغسل ويدفن على سنن المسلمين وكان له من الأولاد افاك وسوكباي وافاك هذا هو أبو سلامش وقطقطو الوافدين الى الديار المصرية على ما سنذكره ان شاء الله في وقته.
مخ ۴۱